اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 260
حتى قريبا من الصواب ، ومن ثم فإن المحاولة لا تعدو أن تكون حدسا عن غير
يقين.
على أننا ربما
نستطيع أن نحدد ذلك العصر بالألف الثانية قبل الميلاد ، على وجه التقريب ، ذلك لأن
القرآن الكريم إنما يذكر عادا بعد ثمود ـ وهي دون شك أوضح تاريخا من عاد ـ هذا إلى
جانب أنه إنما يذكر عادا كذلك بعد قوم لوط أما ثمود ، فهي واحدة من القبائل
العربية التي جاء ذكرها في الكتابات الآشورية ، على أنها كانت تعيش في شمال شبه
الجزيرة العربية منذ القرن الثامن قبل الميلاد ، وأما قوم لوط ، فقد كانوا معاصرين
للخليل عليهالسلام ، وهو الذي حددنا لعهده من قبل ـ وكما جاء في كتابنا
اسرائيل [١] ـ الفترة (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م.) ، على وجه التقريب ، ومن ثم فإننا ربما
نستطيع أن نقول ، أن عادا إنما كانت في الفترة ما بين عهد إبراهيم الخليل ، وبين
عهد ثمود ، ومن هنا فربما لو وضعنا قوم عاد في النصف الثاني من الألف الثاني قبل
الميلاد ، لما تجاوزنا الصواب بكثير.
على أن الأمر ،
قد يختلف كثيرا ، إذا ما كان صحيحا ما ذهب إليه بعض الباحثين ـ كما أشرنا من قبل ـ
من الربط بين «إرم» و «أرام» ، وأن «إرم» إنما تتصل بالأراميين ، وبمعنى آخر أن
هناك صلة بين قوم عاد وبين الآراميين عن طريق «عاد إرم» ، فإذا كان ذلك كذلك ، فإن
قوم عاد إنما يرجعون إلى ما قبل ظهور الآراميين في العراق القديم في القرن الثالث
والعشرين قبل الميلاد ، كما أشرنا من قبل ـ وهذا يتفق مع وجهة نظر بعض المؤرخين
والمفسرين الإسلاميين من أن عادا إنما أتوا قبل إبراهيم عليهالسلام ، أي قبل القرن العشرين قبل الميلاد.
[١] أنظر ما سبق «عصر
إبراهيم» ، وكذا كتابنا إسرائيل ص ١٧١ ـ ١٧٦
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 260