٢٢ ـ لا يفي فيهم المديح فأسمعني
بهم ما إستطعت مدحا مجيدا
٢٣ ـ كان طوفانهم كطوفان نوح
ذاك يجري ماء وهذا حديدا
٢٤ ـ ركبوا للنجاة فيه سفينا
بلغت فيهم السماء صعودا
٢٥ ـ لو زمان الخليل كانوا لما إرتاع
لهول ولم يخف نمرودا
٢٦ ـ وإبن عمران لو رآهم لما إختار
لميقاته سواهم عديدا
٢٧ ـ ولما خر صاعقا وهو فيهم
ولخروا دون الممات سجودا
٢٨ ـ أو لجالوت أصحروا في مجال
لغدا كل واحد داودا
٢٩ ـ سادة في ألأنام كانوا ولكن
لإبن بنت النبي صاروا عبيدا
٣٠ ـ ما أكفهرت غمايم النقع
إلا خلت أصواتهم لهن رعودا
٣١ ـ أو تنادوا للطعن والضرب إلا
غادروا قايم الضلال حصيدا
٣٢ ـ يلتقون النصال سهما فسهما
دونه والرماح عودا فعودا
٣٣ ـ لم يكن عندهم أعز من النفس
فجادوا بها وناهيك جودا
٣٤ ـ كلما باد واحد منهم قام
أخوه مكانه كي يبيدا
٣٥ ـ هذه حالهم إلى ان تفانوا
دونه فإغتدوا جميعا رقودا
٣٦ ـ ألف ألله بينهم فغدوا أبناء
أم في ألله بيضا وسودا
٣٧ ـ أسديٌّ منهم ومنهم رياحي
تولى بعد الشقاء سعيدا
٣٨ ـ وصباة من هاشم غير نكص
كثروا نصرة وقلوا عديدا
٣٩ ـ قد دعاهم داعي الهدى فأجابته
نفوس عن الهدى لن تحيدا
٤٠ ـ عقدوا للوفا عقودا وآلوا
أن يحلوا حتى الممات العقودا
٤١ ـ ضربوا في الثرى قبابا رأينا
للثريا ظلالها ممدودا
٤٢ ـ تخذوا بالعراق دارا فأمست
دارهم في الحجاز تشكو الهمودا
٤٣ ـ لو ترى في فنائها أثر الوحي
هبوطا تزهو به وصعودا
٤٤ ـ اصبحت بعدهم خلاء كأن الحزن
من بعدهم كساها برودا
٤٥ ـ يومهم صار مأتما في السموات
وبين اللئام سمي عيدا
٤٦ ـ كيف يسترضع الحديد دماهم
ولهم هيبة تذيب الحديدا
٤٧ ـ لكم ألله واردين حياضا
لم يكن قبل ماؤها مورودا
٤٨ ـ ومذلين أنفسا في سبيل الله
عزت على المعالي وجودا