وقال
أبوالفرج في مقاتل الطالبيين /
٤١٩
: « وكان المنتصر يظهر الميل إلى أهل هذا
البيت ، ويخالف أباه في أفعاله . فلم يجر منه على أحد منهم قتل أو حبس ، ولا مكروه فيما بلغنا ، والله أعلم » . أي لم يبلغه أنه آذى أحداً منهم ، وقد
يكون فعل !
وقع
المنتصر فيما وقع فيه أبوه !
وقع المنتصر في خطأ أبيه ، ففتح المعركة
مع الأتراك ، فقتلوه وقرروا أن لايولوا أحداً من أولاد المتوكل ، لئلا
ينتقم منهم ويثأر لأبيه ، فجاؤوا بالمستعين حفيد المعتصم وبايعوه ، وكان
ليناً مطيعاً للقائدين وصيف وبُغا .
لكن الخلاف وقع بين القادة الأتراك
أنفسهم ، فخاف المستعين أن يقتلوه مع وصيف وبغا ، وذهبوا ثلاثتهم مغاضبين
الى بغداد ، فحاول الأتراك إرجاعهم واسترضاء المستعين فلم يرض ، فبايعوا
المعتز وطلبوا من المستعين أن يخلع نفسه فلم يقبل ، فنشبت الحرب بينه وبين
المعتز لمدة سنة ، وتدهور الوضع في بغداد وسامراء وبقية المناطق . ثم ضعف
المستعين ، وطلب الإمان ليخلع نفسه ، فأعطوه الإمان وخلع نفسه وبايع المعتز
، لكن المعتز قتله . وكان حكمه أقل من أربع سنوات ، وكذلك كان مصير قاتله
المعتز ، فقد أجبروه على خلع نفسه وأعطوه الإمان ، فخلع نفسه ، ثم قتلوه شر
قتلة !
وذكرت
المصادر أن المنتصر مات قتلاً بالسم ، فعن جعفر بن عبد الواحد قال :
« دخلت على المنتصر بالله فقال لي : يا جعفر لقد عولجت فما أسمع بأذني ولا أبصر