ومات ابن أكثم سنة ٢٤٢ ، عن عمر امتد
ثلاثاً وثمانين سنة ، وامتلأ بالفتاوى المخالفة للشرع ، وبأحكامٍ بالقتل
والحبس ومصادرة الأموال ، شملت ألوف المسلمين . وكانت أكبر جرائمه أن الحجة
تمت عليه بإمامة الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام
، فكتمها وأمر بكتمانها ، ثم شارك في قتلهم !
قاضي
القضاة أحمد بن أبي دؤاد :
وقد كتبنا له ترجمة مختصرة أيضاً في
سيرة الإمام الجواد عليهالسلام
، وقلنا إنه حكم الأمة الإسلامية بلا منازع نحو عشرين سنة ، حتى غضب عليه
المتوكل . ولم يكن سلوكه أفضل من سلوك ابن أكثم ، بل كان أشد نُصباً
وعداوةً لأهل البيت عليهمالسلام .
روى
في تاريخ بغداد « ١ / ٣١٤ » عن محمد بن يحيى
الصولي قال : « كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي دؤاد ويستحي أن ينكبه
، وإن كان يكره مذهبه ، لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق ، وعقد الأمر
له والقيام به من بين الناس . فلما فُلج أحمد بن
أبي دؤاد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، أول ما ولي المتوكل
الخلافة ، ولَّى المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم
العسكر مكان أبيه ، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين
ومائتين ووكل بضياعه وضياع أبيه . ثم صولح على ألف ألف دينار ، وأشهد على
ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم ، وحَدَّرَهم إلى بغداد ، وولى يحيى بن
أكثم .
ومات أبوالوليد محمد بن أحمد ببغداد في
ذي القعدة سنة أربعين ومائتين ، ومات أبوه أحمد بعده بعشرين يوماً » .