وكان
المأمون طلب من يحيى بن أكثم أن يختار له ندماء خاصين ، فاختار له مجموعة
منهم ابن أبي دؤاد ، الذي فاق ابن أكثم وتسلط على المأمون ، ثم دبَّر
الخلافة
للمعتصم وقتل ابن المأمون ، ثم دبرها للواثق ، وبعده للمتوكل .
وحكم ابن أبي دؤاد نحو عشرين سنة ، في
خلافة المعتصم والواثق وقسم من خلافة المتوكل ، ثم غضب عليه المتوكل فعزله
وأعاد خصمه ابن أكثم ، وأيد ذلك أحمد بن حنبل ، لأن ابن أكثم كان يتقرب
اليهم بالقول بعدم خلق القرآن .
وقال
الخطيب في تاريخ بغداد «
١٤ / ٢٠١ »
: « سمعت يحيى بن أكثم يقول : القرآن كلام الله ، فمن قال مخلوق يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه » !
قال
المسعودي في مروج الذهب «
٤ / ١٤ »
: « وفي سنة تسع وثلاثين ومائتين رضي المتوكل عن أبي محمد يحيى بن
أكثم ، فأُشخص الى سر من رأى وولي قضاء القضاة ، وسخط على أحمد بن أبي
دُواد وولده أبي الوليد محمد بن أحمد ، وكان على القضاء ، وأخذ من أبي
الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار ، وجوهراً بأربعين ألف دينار ،
وأحضر إلى بغداد » .
وفي
تاريخ بغداد « ١ / ٣١٤ » :
« عزل المتوكل أبا الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد .. ووليها يحيى بن أكثم لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين » .
لكن
لم يطل رضا المتوكل على ابن أكثم ، ففي الكامل لابن الأثير « ٧ / ٧٥ » :
« في هذه السنة « ٢٤٠ » عَزل يحيى بن أكثم عن القضاء ، وقبض منه ما مبلغه خمسة وسبعون ألف دينار ، وأربعة آلاف جريب بالبصرة » !