و قرأ على جماعة جمة من أهلهما؟ و غيرهما من الخاصة و العامة: منهم المولى جلال الدين محمد الدواني و السيد أمير غياث الدين منصور بن الامير صدر الدين محمد الشيرازي و السيد أمير جمال الدين عطاء اللّه بن فضل اللّه الحسيني، و قد قرأ عليه في هراة كما يظهر من صدر اجازة هذا السيد له، و هو من علماء العامة، و هو صاحب كتاب روضة الاحباب في سيرة النبي و الال و الاصحاب بالفارسية، و لكن هو غير الخواجة جمال الدين محمود تلميذ المولى جلال الدواني، و هذا ظاهر لاختلاف نفس الاسم و عدم كون الثاني سيدا و عدم كونه في هراة بل هو في شيراز و من أسامي مشايخ هذا السيد الى غير ذلك كما سيجىء في اثناء اجازته له.
و قال السام ميرزا ابن السلطان شاه إسماعيل الصفوي الحسيني في كتاب تحفة السامي بالفارسية: ان هذا المولى كان في أوائل عمره قد استرشد من الشيخ حيدر ابن الشيخ صفي الدين الاردبيلي جد السلاطين الصفوية في أردبيل ثم سافر باشارته الى خراسان لتحصيل العلوم و صار ماهرا في العلوم العقلية و النقلية، ثم عاد الى أردبيل و اشتغل بنشر العلوم و مات سنة خمس و تسعمائة و قد جاوز عمره عن سبعين سنة-انتهى ملخصا.
و أقول: قد وقع بينه و بين الشيخ علي الكركي مناظرات في المسائل و آل الامر الى النفرة و المعاداة بينهما، غفر اللّه لنا و لهما.
و كان «قده» أيضا لا يرى صحة صلاة الجمعة في زمن الغيبة كما سيجىء في ترجمة الشيخ علي و الامير نعمة اللّه الحلي.
و كان له عفى اللّه عنه ميل الى التصوف كما يلوح من فحاوي تآليفه و يفوح به في مطاوي تصانيفه، و كان له ولد فاضل اسمه المولى محمد بن الحسين و سيجىء ترجمته.