و مصابيح الرحمة في علم الاكسير و الكيمياء و نحوهما، نسبه اليه صاحب كتاب المصباح في علم المفتاح الذي قد رأيته في بلدة أردبيل، و هو أيضا في ذلك العلم، و ذكر فيه أن الطغرائي قد استوفى في ذلك الكتاب الكلام على الدلائل السمعية و الاخبار و الآثار في ثبوت هذا العلم.
و انما سميت تلك القصيدة بلامية العجم لان ناظمها العجمي، و هي بإزاء لامية العرب التي هي من نظم-الخ.
و لامية العجم قصيدة طويلة تنيف على ستين بيتا، و قد أودعها كل غريبة، و تاريخ نظمها سنة خمس و خمسمائة، و في شعره ما يدل على أنه بلغ زمن نظم تلك القصيدة سبعا و خمسين سنة، و على هذا فنظمها كان في أواخر عمره.
و اللّه أعلم بما عاش بعده.
و قال الشيخ المعاصر في أمل الامل: مؤيد الدين الحسين بن علي الاصفهاني المنشي المعروف بالطغرائي، فاضل عالم صحيح المذهب شاعر أديب، قتل ظلما و قد جاوز ستين سنة، و شعره في غاية الحسن، و من جملته لامية العجم المشتملة على الآداب و الحكم، و هي أشهر من أن تذكر، و له ديوان شعر جيد و من شعره قوله:
اذا ما لم تكن ملكا مطاعا فكن عبدا لخالقه مطيعا و ان لم تملك الدنيا جميعا كما تهواه فاتركها جميعا هما نهجان من نسك و فتك يحلان الفتى الشرف الرفيعا و قوله:
يا قلب ما أنت [1]و الهوى من بعد ما طال السلو و أقصر العشاق أو ما بدا لك في الافاقة و الاولى نازعتهم كاس الغرام أفاقوا