responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 48

أوانه؛ربّما كان الإقرار بالقصور أنطق من لسان الشكور،الى غير ذلك،و لقد أجاد أبو محمّد الخازن في مدحه في قصيدته المعروفة:

لو انّ سحبان باراه لأسحبه على خطابته أذيال فافاء

و من كلامه رحمه اللّه في وصف أمير المؤمنين عليه السّلام

و نسبته مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

صنوه الذي واخاه و أجابه حين دعاه،و صدّقه قبل الناس و لبّاه،و ساعده و واساه، و شيّد الدين و بناه،و هزم الشرك و أخزاه،و بنفسه على الفراش فداه،و مانع عنه و حماه،و أرغم من عانده و قلاه،و غسّله و واراه،و أدّى دينه و قضاه،و قام بجميع ما أوصاه،ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام لا سواه [1].

الصاحب بن عبّاد و مآثره و مكارم أخلاقه

و كان رحمه اللّه حسنة من حسنات الزمان و بقيّة ممّا ترك الأعيان،ذا مروّة فاتت الواصف وجود أخجل الغمام الواكف،يحكى من مآثره أنّه كان ينفذ الى بغداد في السنة خمسة آلاف دينار تفرّق على الفقهاء و الأدباء،و كان في أوان صغره إذا أراد المضيّ الى المسجد ليقرأ تعطيه والدته دينارا و درهما كلّ يوم و تقول له تصدّق بها على أوّل فقير تلقاه،فجعل هذا دأبه في شبابه الى أن كبر و ماتت والدته و له في ذلك حكاية لا يناسب ذكرها المقام،و كان لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر أحد كائنا من كان فيخرج من داره الاّ بعد الإفطار عنده،و كانت داره لا تخلو في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها،و كانت صلاته و صدقاته و قرباته في هذا الشهر تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة،و كانت أيّامه رحمه اللّه للعلويّة و العلماء و الأدباء و الشعراء و حضرته محطّ رحالهم و موسم فضلائهم، أمواله مصروفة اليهم و صنايعه مقصورة عليهم،و لمّا كان ببغداد قصد القاضي


[1] ق:260/56/9،ج:3/38.

اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست