اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 5 صفحة : 317
كان أبو طالب شيخا جسيما و سيما عليه بهاء الملوك و وقار الحكماء،قيل لأكثم:ممّن تعلّمت الحكمة و الرياسة و الحلم و السيادة؟فقال:من حليف العلم و الأدب سيد العجم و العرب أبي طالب بن عبد المطّلب [1].
و من عجيب أمر أعداء أهل البيت انّهم زعموا انّ قوله تعالى: «إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ» [2]نزلت في أبي طالب و هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بالمدينة و أبو طالب مات في عنفوان الإسلام و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمكّة،و إنّما هذه الآية نزلت في الحارث بن نعمان بن عبد مناف و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إسلامه [3].
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: اختلف الناس في إسلام أبي طالب رحمه اللّه فقالت الإماميّة و أكثر الزيدية:ما مات الاّ مسلما،و قال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم الشيخ أبو القاسم البلخيّ و أبو جعفر الإسكافيّ و غيرهما،و قال أكثر الناس من أهل الحديث و العامّة و من شيوخنا البصريين و غيرهم:مات على دين قومه،
7092 و يروون في ذلك حديثا مشهورا: انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال له عند موته:قل يا عمّ كلمة أشهد لك بها غدا عند اللّه تعالى،فقال:لو لا أن تقول العرب انّ أبا طالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك؛
و روي انّه قال: أنا على دين الأشياخ، و قيل انّه قال:أنا على دين عبد المطّلب و قيل غير ذلك،الى أن قال:فأمّا الذين زعموا انّه كان مسلما فقد رووا خلاف ذلك ثمّ ذكر الروايات و ما قالوا في إسلامه في كلام طويل ليس مجال نقله [4].