responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغه با ترجمه فارسى روان المؤلف : مكارم شيرازى، ناصر    الجزء : 1  صفحة : 424

مُقَرِّبٌ بَيْنَ مُتَبَاعِدَاتِهَا. مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِها. لَايُشْمَلُ بِحَدٍّ، وَلَا يُحْسَبُ بِعَدٍّ، وَ إِنَّما تَحُدُّ الْأَدَوَاتُ أَنْفُسَهَا، وَ تُشِيرُ الْآلَاتُ إِلَى نَظَائِرِهَا.

مَنَعَتْهَا «مُنْذُ» الْقِدْمَةَ، وَ حَمَتْهَا «قَدُ» الْأَزَلِيَّةَ. وَ جَنَّبَتْهَا «لَوْلَا» التَّكْمِلَةَ، بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ، وَ بِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ وَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَ الْحَرَكَةُ. وَ كَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ. وَ يَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ، وَ يَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَهُ! إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ، وَ لَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ، وَ لَامْتَنَعَ مِنَ الْأَزَلِ مَعْنَاهُ؛ وَ لَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ، وَ لَالَتمَسَ الَّتمَامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ. وَ إِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْمَصْنُوعِ فِيهِ، وَ لَتَحَوَّلَ دَلِيلًا بَعْدَ أَنْ كانَ مَدْلُولًا عَلَيْهِ. وَ خَرَجَ بِسُلْطَانِ الْامْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ مَا يُؤَثِّرُ فِي غَيْرِهِ.

الَّذِي لَايَحُولُ وَ لَايَزُولُ، وَ لَايَجُوزُ عَلَيْهِ الْأُفُولُ. لَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مَوْلوداً، وَ لَمْ يُولَدْ فَيَصِيرَ مَحْدُوداً. جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ، وَ طَهُرَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ. لَاتَنَالُهُ الْأَوْهَامُ فَتُقَدِّرَهُ، وَ لَاتَتَوَهَّمُهُ الْفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ. وَ لَاتُدْرِكُهُ الْحَوَاسُّ فَتُحِسَّهُ وَ لَا تَلْمِسُهُ الْأَيْدِي فَتَمَسَّهُ. وَ لَايَتَغَيَّرُ بِحَالٍ، وَ لَايَتَبَدَّلُ فِي الْأَحْوالِ. وَ لَا تُبْلِيهِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامُ، وَ لَايُغَيِّرُهُ الضِّيَاءُ وَ الظَّلامُ.

وَ لَا يُوصَفُ بِشَىْ‌ءٍ مِنَ الْأَجْزَاءِ، وَ لَابِالْجَوارِحِ وَالْأَعْضَاءِ. وَ لَابِعَرَضٍ مِنَ‌الْأَعْرَاضِ، وَ لَابِالْغَيْرِيَّةِ وَالْأَبْعاضِ. وَ لَايُقَالُ لَهُ حَدٌّ وَ لَا نِهَايَةٌ، وَ لَاانْقِطَاعٌ وَ لَاغَايَةٌ. وَ لَاأَنَّ الْأَشْياءَ تَحْويهِ فَتُقِلَّهُ أَوْ تُهْوِيَهُ، أَوْ أَنَّ شَيْئاً يَحْمِلُهُ فَيُميلَهُ أَوْ يُعَدِّلَهُ. لَيْسَ فِي الْأَشْيَاءِ بِوَالِجٍ، وَ لَاعَنْهَا بِخَارِجٍ. يُخْبِرُ لَابِلِسَانٍ وَلَهَوَاتٍ، وَ يَسْمَعُ لَابِخُرُوقٍ وَ أَدَوَاتٍ. يَقُولُ وَ لَايَلْفِظُ، وَ يَحْفَظُ وَ لَايَتَحَفَّظُ، وَ يُرِيدُ وَلَا يُضْمِرُ. يُحِبُّ وَ يَرْضَى مِنْ غَيْرِ رِقَّةٍ،

اسم الکتاب : نهج البلاغه با ترجمه فارسى روان المؤلف : مكارم شيرازى، ناصر    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست