responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 23

مقدار الإنفاق:

يتضح من التفسير الإجمالي للآية السابقة ما الذي يجب إنفاقه، ومن يستحق الإنفاق، ثم تأتي الآية التالية لتحدد مقدار الإنفاق وكميته كما يلي:

وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ اختلف المفسّرون في تفسير لفظة (العفو)، وسنشير إلى ثلاثة موارد مهمة لها:

1. التوازن في الإنفاق ... لا إسراف ولا تبذير (1):

استعدّ رسول الله صلى الله عليه وآله لصلاة الظهر في منزله ليتوجّه نحو المسجد للصلاة بالمسلمين، فانتظره المسلمون لكنّه تأخر ولم يأت، فتبيّن أنّه صلى الله عليه وآله كان قد غسل أحد ملابسه، ونشره ليجفّ، وأعطى لباسه الآخر لمحتاج طرق باب منزله طالباً المساعدة، فلم يبق له ما يلبسه للتوجّه إلى المسجد، عند ذلك نزلت الآية (29) من سورة الإسراء عليه: وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (2).

لا ريب أنّ أغلب الناس لا يبالغون في الإنفاق، لذا فهم ليسوا بحاجة إلى نصح، ولكنهم مصابون بالبخل والتقصير في الإنفاق، ويتردّدون حتى بدفع مبلغ قليل من المال، وبناءً على هذا التفسير فالآية الشريفة لا تحبّذ البخل في الإنفاق ولا المبالغة فيه، بل توصي بالاعتدال في الإنفاق.

1. مجمع البيان، ج 2، ص 82.

2. انظر: التفسير الأمثل، في ذيل الآية المذكورة.

اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست