2. يقول أبوبصير: «دخلت أُمّ خالد العبدية» على أبي عبداللَّه (الإمام الصادق عليه السلام) فقالت:
جعلت فداك إنّه يعتريني في بطني وقد وصف لي أطبّاء العراق النبيذ بالسويق وقد وقفت
وعرفت كراهتك له فأحببت أن أسألك عن ذلك، فقال لها:
وبالرغم من أنّ ما ورد في هذه الروايات ناظر إلى إطاعة الإمام المعصوم الذي
كلامه حجّة، وهذا المعنى يختلف عن التقليد الاصطلاحي المتعارف في هذا العصر، لأنّ
ما يراد بتقليد المجتهدين في هذا الزمان هو أن يقوم المجتهد باستنباط الحكم الشرعي
الفرعي من خلال البحث والاستفادة من كتاب اللَّه وسنّة المعصومين ثمّ يلقيه إلى
المقلّد، ومثل هذه المسألة تختلف عن سماع الحكم الشرعي من الإمام المعصوم نفسه
والتحرّك في مقام الطاعة والامتثال لأمره، ولكن أولًا:
إنّ بعض الروايات تحدّثت عمّا يتّصل بتقليد الفقهاء، وثانياً: إنّ ما ورد في
الروايتين يرتبط بما نحن فيه من مسألة تقليد الفقهاء، لأنّ مفهوم التبعيّة موجودة
في كلّ من تقليد الفقيه ومن تقليد المعصوم.
الثالث: ضرورة التقليد في فروع الدين
إنّ فروع الدِّين أو الأحكام العمليّة، عبارة عن «الوظائف والتكاليف الشرعية
التي يجب على المكلّفين العمل بها» [7] وبما أنّ كلّ عمل له حكم خاصّ، فإنّ المكلّف يجب عليه
معرفة هذه الأحكام الشرعية والعمل طبقاً لها.