وقد وردت روايات كثيرة أيضاً عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأئمّة أهل
البيت عليهم السلام تقرّر بصراحة الهدفية لعالم الخلقة بشكل عام وخلق الإنسان بشكل
خاصّ، منها:
1. ما ورد في الحديث النبويّ الشريف أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال:
«إعْمَلوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما
خُلِق لَهُ».
ويقول «ابن أبيعمير»: سألت الإمام «موسى بن جعفر عليهما السلام» عن معنى هذا
الحديث، فقال الإمام:
«إنّ اللَّه عزّوجلّ خَلَقَ الجِنّ
والإنْسَ لِيَعْبُدوه، ولم يَخْلُقْهُم لِيَعْصوه، وذلك قوله عزّوجلّ
«وَ ما خَلَقْتُ
الجِنَّ وَالانْسَ إِلّا لِيَعْبُدوُنِ»
ويستفاد من هذا الحديث الشريف أنّ اللَّه تعالى خلق البشر من أجل إيصالهم إلى
مرتبة «الكمال»، وجعل في اختيارهم الوسائل والأدوات اللازمة لتحقيق هذا الكمال في
واقعهم سواءً من حيث «التكوين» أم من حيث «التشريع».
وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سأله الراوي: «لماذا خلق
اللَّه المخلوقات؟»
وقد تحدّثت آيات كثيرة عن غائية وهدفية جميع الأحكام الشرعية فيما تتضمّنه من
حِكم وغايات في طريق المسيرة التكاملية للبشر، بحيث أنّ بعض علماء أهل السنّة ك
«ابن القيّم» يقول:
«القُرآنُ وسُنَّةُ رَسولِ اللَّهِ
مَمْلوءانِ من تعليلِ الأحكامِ
[1]. توحيد الصدوق، ص 347، باب
السعادة والشقاوة، ح 3.