responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 379

الأغراض والغايات في فلسفة الأحكام لكنّهم في ذات الوقت لا يرون القياسات الظنّية حجّة (وتقدّم تفصيل هذا البحث في منابع الاستنباط في نظر فقهاء الإسلام).

الفصل الثاني: الآيات و الروايات التي تقرر فلسفه الأحكام و الأفعال الإلهية

بالرغم من أنّنا تحدّثنا عن هذا الموضوع وأشرنا إلى الآيات والروايات التي تقرّر هذا المطلب، ولكن نرى من اللازم البحث في هذه الآيات والروايات بشكل تفصيليّ ومن موقع التحقيق والتدبّر.

1. الآيات والروايات الشريفة التي تستعرض عالم التكوين‌

في هذا الفصل نشير إلى الآيات والروايات التي تدلّ على وجود غاية وحكمة في الأفعال الإلهيّة في عالم التكوين، لأنّ‌اللَّه تعالى حكيم ولايخلق شيئاً بدون حكمة وغرض، وأيضاً نشير إلى الآيات والروايات التي تدلّ على أنّ عالم التشريع يسير بموازاة عالم التكوين ويعتبر مكمّلًا له. إذن فعالم التشريع أيضاً يملك الهدفية والحكمة التي تتلخّص في إيصال الإنسان إلى كماله المنشود.

وببيان آخر: إنّ التكاليف الإلهيّة والتعاليم السماوية في عالم التشريع تعدّ مصداقاً من مصاديق الأفعال التكوينية للَّه‌تعالى وتتمتّع بالهدفية والغائية أيضاً.

أ) الآيات الشريفة

وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدلّ على أنّ عالم التكوين يتمتّع بواقع الحكمة، وأنّ جميع المخلوقات إنّما خلقت لغاية معيّنة وغرض خاصّ ومن ذلك:

1. « «وَ ما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالانْسَ الَّا لِيَعْبُدوُنِ» [1].

2. «افَحَسِبْتُمْ انَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَانَّكُمْ الَيْنا لَا تُرْجَعُونَ» [2].

3. «الَّذِى‌ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ ايُّكُمْ احْسَنُ عَمَلًا» [3].

4. «انَّا جَعَلْنا ما عَلَى الارْضِ زينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ ايُّهُمْ احْسَنُ عَمَلًا» [4].

5. «وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالارْضَ وَما بَيْنَهُما بَاطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا» [5].

6. «اللَّهُ الَّذِى‌ خَلَقَ سَبْعَ سَمواتٍ وَمِنَ الارْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الامْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا انَّ اللَّهَ عَلَى‌ كُلِّ شَىْ‌ءٍ قَديرٌ وَانَّ اللَّهَ قَدْ احاطَ بِكُلِّ شَىْ‌ءٍ عِلْماً» [6].

7. «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ امَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفينَ* الَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلكَ خَلَقَهُم» [7].

ويتبيّن من مجموع هذه الآيات الشريفة أنّ خلق الإنسان وظاهرة الموت والحياة وخلق السماوات والأرض، كلّ ذلك من أجل هدف معيّن من قبيل الامتحان وتربية الإنسان وتكامله في خطّ المعنويات ومن أجل أن يتعرّف على قدرة اللَّه وعلمه، وبالتالي يتسنّى له الدخول في دائرة الرحمة الإلهيّة في حركته ومسيرته التكاملية في واقع الحياة.


[1]. سورة الذاريات، الآية 56.

[2]. سورة المؤمنون، الآية 115.

[3]. سورة الملك، الآية 2.

[4]. سورة الكهف، الآية 7.

[5]. سورة ص، الآية 27.

[6]. سورة الطلاق، الآية 12.

[7]. سورة هود، الآيات 118 و 119.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست