responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 337

«المكاسب» وآية اللَّه الخوئي في‌ «مصباح الفقاهة» [1] ومن فقهاء أهل السنّة كعبدالرحمن الجزيري في‌ «الفقه على المذاهب الأربعة» [2] والدكتور وهبة الزحيلي في‌ «الفقه الإسلامي» [3] ادّعوا الإجماع على هذا الحكم الشرعيّ.

ولكن بعض قدماء الإماميّة مثل الشيخ الطوسي في‌ «تفسير التبيان» [4] والطبرسي في‌ «مجمع البيان» [5] قالوا بالكراهة الشديدة وأنّ الحكم بالحرمة يختصّ بصناعةالأصنام، وقد ذهب بعض المعاصرين من الفقهاء أيضاً إلى هذا القول‌ [6].

إنّ منشأ هذا الاختلاف في الفتوى هو الاختلاف في فهم توقيت الحكم بحرمة صناعة التماثيل والصور الوارد في الأحاديث المتعدّدة عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام. فالطائفة الأولى من الفقهاءترى أنّ هذا الحكم يعدّ حكماً تكليفياً ثابتاً على امتداد الزمان، أمّا الطائفة الثانية فترى أنّه مؤقّت ومختصّ بظروف صدر الإسلام، حيث كان المسلمون يعيشون رسوبات الجاهلية عند مواجهة الصور والتماثيل التي كان يعبدها المشركون ويتعاملون معها من موقع التكريم والتقديس والاحترام، فهذه المظاهر للشرك والوثنية كانت تتجلّى أحياناً بين الفينة والأخرى في سلوكيات الناس في ذلك العصر.

ويقول أحد الفقهاء المعاصرين: «إنّ ظاهر طائفة من الأخبار بمناسبة الحكم والموضوع أنّ المراد بالتماثيل والصور فيها هي تماثيل الأصنام التي كانت مورد العبادة، كقوله:

«من جدّد قبراً أو مثّل مثالًا فقد خرج عن الإسلام» [7]

وقوله:

«من صوّر التماثيل فقد ضادّ اللَّه» [8]

وفيه احتمال آخر ينسلك في الطائفة الثانية، قوله:

«أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيّاً أو قتله نبيّ، ورجل يضلّ الناس بغير علم، ومصوّر يصوّر التماثيل» [9].

ومن الواضح أنّ هذا العذاب الشديد لا يتناسب مع مجرّد رسم الصور أو صناعة التماثيل، لأنّ إثم هذه الأعمال في شكلها العادي والطبيعي (في غير صورة عبادة الأصنام» ليس أكثر شناعة من قتل النفس والزنا وشرب الخمر وسائر الكبائر والموبقات، فكيف تعدّ من قبيل قتل الأنبياء؟

وعليه فالمقصود من تصوير أو صناعة هذه التماثيل أمر يساوق واقعاً قتل النبيّ والحرب مع اللَّه والخروج من الدين وليس ذلك سوى صناعة الأوثان‌ [10].

ب) الاختلاف في كون الحديث واقعياً أو صادراً عن تقيّة

بعد اسشتهاد الإمام عليّ، والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام والمجزرة الدامية في يوم عاشوراء، اشتدّت وطأة الحكومات الأموية والعباسية على أتباع وشيعة أئمة أهل البيت عليهم السلام بشكل كبير بحيث أنّ هذه الحكومات الجائرة كانت تقوم بسجن آلاف الأشخاص من أصحاب أئمة أهل البيت وأتباعهم بجرم اتّباعهم‌


[1]. مصباح الفقاهة لآية اللَّه الخوئي، ج 1، ص 286.

[2]. الفقه على المذاهب الأربعة، ج 2، ص 39- 41.

[3]. الفقه الإسلامي وأدلّته، ج 4، ص 2674.

[4]. التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 236.

[5]. مجمع البيان، ج 1، ص 212، ذيل الآية 51 من سورة البقرة.

[6]. أنوار الفقاهة، (المكاسب المحرمة)، ص 113.

[7]. وسائل الشيعة، ج 3، ص 208، ح 3424.

[8]. مستدرك الوسائل، ج 13، ص 210، ح 15134.

[9]. المصدر السابق،، ح 4، باب 75، (أبواب ما يكتسب به).

[10]. المكاسب المحرمة للإمام الخميني، ج 1، ص 257 و 258.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست