responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 334

ليتسنّى لهم بالتالي معرفة شروط قبول رواية الراوي، وبالطبع فهؤلاء العلماء يتّفقون فيما بينهم على بعض هذه الشروط من قبيل: (الصدق» ويختلفون في بعضها الآخر أيضاً، وهذا الاختلاف بدوره أدّى إلى اعتقاد البعض بفقدان عدد من الأحاديث لشروط الحجّية، وبالتالي لم يفتوا على أساسها، في حين أنّ الآخرين الذين يرون اعتبار ووثاقة هذه الأحاديث أفتوا على أساسها. والمعايير مورد الاختلاف عديدة، مثل:

1. كون الراوي موافقاً في المذهب‌

إنّ بعض المحدّثين والفقهاء من الشيعة أو السنّة لم يعتبروا هذا الشرط في وثاقة الراوي، ولذلك فإنّهم يقبلون بالأحاديث التي وردت عن الرواة الثقات وإن كانوا من مذاهب أخرى وأفتوا على أساسها. ويصطلح علماء الشيعة على مثل هذه الأحاديث التي يرويها الثقة من أهل السنّة ب «الأحاديث الموثّقة» ويفتون على أساسها حيث نرى الاستفادة من هذه الأحاديث في مئات المسائل الشرعية في جميع أبواب الفقه الشيعي‌ [1]، ويمكن الإشارة إلى الكثير من الرواة من أهل السنّة الذين استفاد فقهاء الشيعة من رواياتهم في عملية الاستنباط الفقهي‌ [2]. كما أنّ جماعة من فقهاء وعلماء أهل السنّة يعتمدون على الرواة الشيعة الذين ثبت لديهم صدقهم ووثاقتهم، مثل:

1. أبان بن تغلب 2. إبراهيم بن يزيد النخعي 3. أحمد بن مفضّل الكوفي 4. ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي 5. جابر بن يزيد الجعفي 6. حبيب بن أبي‌ثابت الأسدي الكاهلي 7. حمّاد بن عيسى الجهني 8. حمران ابن أعين 9. سعيد بن هيثم الهلالي 10. سليمان بن صرد الخزاعي 11. شريك بن عبداللَّه بن سنان بن أنس 12. شعبة بن الحجاج 13. صعصعة بن صوحان 14. طاووس بن كيسان 15. عامر بن واثلة وغيرهم كثير [3].

ولكن بعض الفقهاء لا يملكون سعة الصدر هذه ويشترطون في قبول رواية الراوي (الموافقة في المذهب) فحتّى لو كان ذلك الراوي صادقاً وعلى درجة عالية من النزاهة والتقوى فإنّ هؤلاء الفقهاء وبجرم عدم توافق الراوي في المذهب معهم لا يقبلون منه حتى الأحاديث النبويّة، من قبيل:

بالنسبة للمرأة التي رأت الحيض لمدّة 12 يوماً مثلًا، وانقطع عنها الدم ظاهراً وشكّت في أنّها صارت طاهرة لتتمكّن من الصلاة أم لا؟ فقد أفتى مالك بأنّه يجب عليها الاستظهار والانتظار إلى إكمال 15 يوماً ثمّ تغتسل وتصلّي.

وذهب بعض أتباعه إلى أنّ دليله على هذه الفتوى هو حديث «حزام بن عثمان» عن جابر بن عبداللَّه‌وبعض آخر أشكل على هذا الحديث أنّ راوي هذا الحديث (حزام) غير ثقة.

ولكن عندما نتحرّك على مستوى الكشف عن هذه المسألة بمراجعة كتب الرجال المهمّة عند أهل السنّة،


[1]. راجع: جواهر الكلام في أبواب مختلفة.

[2]. لمزيد من التفاصيل راجع كتاب «راويان مشترك» تأليف حسين‌عزيزي و معاونيه، طبع مكتب الإعلام الإسلامي، حيث يشمل سيرة 274 راوٍ مشترك بين الشيعة وأهل السنّة، وفي نهاية الكتاب ذكر أسماء 817 نفراً من الرواة المشتركين الآخرين.

[3]. نقل السيّد شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات من ص 50 إلى 160، أسماء 100 نفراً من المحدّثين والرواة الكبار من الشيعة الذين كان لهم دور مهم في سلسلة سند روايات كتب أهل السنّة مع بعض المؤيدات من قبل علماء أهل السنّة.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست