responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 117

فقد ألّف الشهيد الأوّل كتاباً باسم‌ «القواعد والفوائد» وكذلك ابن فهد الحلّي في كتابه‌ «نضد القواعد الفقهيّة» والشهيد الثاني في كتابه‌ «فوائد القواعد» [1].

9. الاهتمام بتدوين فقه السلطة.

مع تشكيل الحكومة الصفويّة في إيران في بداية القرن العاشر، والإعلان عن المذهب الشيعيّ كمذهب رسميّ للبلاد، شهد الفقه الشيعي تحوّلًا آخر، لأنّ ملوك الدولة الصفوية قاموا بدعوة علماء الشيعة للإشراف على مسائل وقضايا الحكومة، وحينئذٍ تشكّل فقه الحكومة بصورة عملية، ومن جملة من كانت له إنجازات مهمّة في هذه المجال هوالمرحوم «المحقّق الكركيّ» (م 940) وقد اهتمّ الفقهاء في تلك الفترة بالتحقيق في مواضيع ولاية الفقيه وحدودها وبحث الخراج والمقاسمة وصلاة الجماعة وأمثال ذلك.

وفي الحقيقة أنّ الفقهاء اهتمّوا منذ بداية القرن العاشر بالفقه الاجتماعي والحكومي وتجاوزوا الأحكام والمسائل الشخصيّة.

المرحلة السادسة: عصر ظهور الحركة الأخباريّة

وتبدأ هذه المرحلة من أوائل القرن الحادي عشر وتستمرّ إلى أواخر القرن الثاني عشر.

فقد ظهرت الحركة الأخبارية بعد عدّة قرون من نموّ ورشد الفقه الإماميّ والاستفادة من دليل العقل في حركة الاستنباط وتقدّم علم الأُصول والاستفادة منه في الفقه، فقامت الحركة الأخبارية بإلغاء دور العقل في حركة الاستنباط.

وقد تشكّلت هذه الحركة في وقت كان للعقل دور مهمٌّ في استنباط الأحكام الشرعية من خلال ما بذله المحقّقون، ومنهم المحقّق الحلّي وأتباعه كصاحب‌ «المدارك»، والمحقّق السبزواري وصاحب‌ «المعالم».

وتحرّك الأخباريون من موقع الهجوم على العقل والعلوم العقلية، فلم يعتبروا أيّ قيمة وشأن للعقل، لا في العلوم العقلية ولا في العلوم النقلية، وقالوا ببطلان الاجتهاد والتقليد وطعنوا بمن يسلك هذا المسلك.

إنّ رائد هذه الحركة هو محمّد أمين الإسترآبادي (م 1033) الذي نشر أفكاره هذه في كتاب‌ «الفوائد المدنيّة» عندما كان مقيماً في المدينة [2].


[1]. والملفت للنظر أنّ الكتب المذكورة لم يتمّ تدوينها طبقاً لتعريف «القواعد الفقهية».

[2]. انظر: امل الآمل، ج 2، ص 246؛ روضات الجنّات، ج 1، ص 120-/ 139؛ أعيان الشيعة، ج 9، ص 137. وكتبوا أنّ الأشاعرة وأهل الحديث كانوا مسيطرين على الحوزات العلمية في الحرمين الشريفين في عصر الإسترآبادي وكانت عقائد الظاهريين في الحجاز رائجة. وكانوا يعتبرون ظاهر الروايات والأحاديث حجّة ويخالفون الاجتهاد والرأي والقياس. وقد تأثّر الميرزا محمّد الإسترآبادي وتلميذه محمّد أمين الإسترآبادي بهذه الأجواء وأسّس الحركة الأخبارية في داخل الثقافة الشيعية. (انظر: دائرةالمعارف الاسلامية الشيعية، ج 2، ص 226). وبالرغم من الاختلاف الواسع في الاجتهاد بين أهل السنّة والشيعة. فالأخباريّون مثل أهل الحديث في أهل السنّة يخالفون الاجتهاد.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست