responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 51

22. البدء بالذات‌

قال الإمام علي عليه السلام: «من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه». [1]

الشرح والتفسير

إنّ الأفراد الذين يتصدون للزعامة والقيادة والادارة سواء في منظومة كبيرة كالدولة أو صغيرة كالأسرة فإنّهم يرغبون بأن يصغي إليهم من دونهم ويمتشل أوامرهم. وقد وردت عدّة أبحاث في علوم النفس والتحقيق بشأن التسلل الى الآخرين؛ إلّاأن لأغلبها بعد متضع.

لكننا نرى أطروحات رائعة في التعاليم الإسلامية بهذا الخصوص تنسجم مع طبيعة الإنسان وفطرته. والرواية المذكورة تشير إلى هذا المطلب؛ فقد كان معنى كلامه عليه السلام في القسم الأول من الرواية: «علِّم نفسك قبل تعليم الآخرين» أي إبدأ بتهذيب نفسك لتوفق في التغيير، فالطبيب المريض الذي لا يعالج نفسه سوف لن يوفق إن بادر لعلاج الآخرين ويصبح مصداقاً للمثل المعروف «طبيب يداوي الناس وهو عليل».

وغير تقي يأمر الناس بالتقى‌

طبيب يداوي الناس وهو عليل‌

[2] ثم كان معنى كلامه عليه السلام في‌


[1]. بحار الأنوار، ج 2، ص 56.

[2]. المثل المذكور مصرع بيت شعر للشاعر المعروف «الكميت بن زياد بن خنيس» والبيت كما ورد في‌تفسير القمي، ج 1، ص 26، كما يلي:

وغير تقي يأمر الناس بالتقى‌

طبيب يداوي الناس وهو عليل‌

انظر ترجمة هذا الشاعر القدير في الغدير، ج 2، ص 197.

اسم الکتاب : قبسات من السيرة العلوية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست