قال الإمام علي عليه السلام: «ما المجاهد الشهيد في سبيل اللَّه بأعظم أجراً
ممن قدر فعف». [1]
الشرح والتفسير
إنّ أعظم جهاد من وجهة نظر الإسلام جهاد الأهواء الجامحة سيما في الأوساط
المليئة بالإغراءات الدنيوية الفاسدة. حتى جهاد العدو سيكون مجدياً في ظل الإخلاص
والوحدة والنية الطاهرة والإبتعاد عن الأنانية والأغراض الشخصية ولا يتيسّر ذلك
دون السمو الأخلاقي الكافي وجهاد النفس. ومن هنا بيّن عليه السلام أنّ أولئك الذين
يجاهدون أنفسهم وينتصرون عليها ويصونون أنفسهم في الأوساط الفاسدة ولا يقارفون
الدنس ليسوا بأقل من المجاهدين الشهداء في سبيلاللَّه، بل ورد في تتمة الحديث في
نهج البلاغة أنّ هؤلاء الأفراد في مصاف ملائكة السماء [2]. وسر هذه الأهمية الفائقة والتأكيدات الكثيرة
لزعماء الدين على جهاد النفس حتى اصطلح عليه بالجهاد الأكبر أنّ منشأ أغلب الذنوب
أو جميعها الأهواء النفسية والشيطانية، ولما كان خطر عدو الإنسانية هذا كبير ونطاق
عملياته واسع