ب) الخصلة الثانية التي لا يتذوق دونها طعم
الإيمان هي الصبر عند المصائب. فما أكثر الأفراد الذين ينحنون مقابل المصائب
والأحداث المريرة ويتشاءمون من جميع الكائنات ويعترضون على اللَّه قلباً أولساناً!
فكيف لهؤلاء الأفراد أن يذوقوا طعم الإيمان؟ والحال للمصائب والصعاب فلسفة واضحة
يدركها المؤمن الحقيقي. فربّما تكون المصائب تحذيراً للإنسان حين الغفلة، وربّما
تكون كفارة لذنوبه ومعاصيه، وفلسفة أخرى لا مجال لبحثها، [1] وكل ما ينبغي أن تعلمه أنّه ليست هنالك من
حادثة اعتباطية دون علة في هذا العالم.
ج) وحسن التقدير في المعاش، ورابطة طعم الإيمان
بحسن التقدير في المعاش في أنّ الشخص إذا لم يكن له مشروع اقتصادي صحيح في حياته
ومعاشه ونفقاته اليومية ويعاني من المشاكل والذنوب والإسراف والإفراط فهو لا يتمكن
قط من تذوق طعم الإيمان.
والنتيجة أنّ طعم الإيمان في ظل المعرفة الدينية والصبر على المصائب وتحمل
المشاكل والمنهج الصحيح في مجال المعاش.