responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طريق الوصول إلى مهمات علم الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 175

1. التبادر

قيل في تعريفه: إنّه انسباق المعنى إلى الذهن من حاقّ اللفظ [1]، ويراد من حاقّ اللفظ ما يقابل الانسباق الحاصل من وجود القرينة، وقيل غير ذلك‌ [2]، والمقصود واحد.

ثمّ إنّ التبادر علامة يعوّل عليها كلّ مستعلم في اللّغة صغيراً كان أو كبيراً، بل أهل اللّغة أيضاً في كثير من الموارد حتّى الصبيّ عند تعلّمه من امّه وأبيه، فإنّ الصبيّ إذا رأى انسباق معنى إلى أذهان والديه فيما إذا أطلق لفظ يستنتج أنّ هذا اللفظ وضع لذلك المعنى، مثلًا إذا سمع لفظ الماء من والديه، ثمّ رأى إتيان هذه المادّة السيّالة يعلم الصبيّ أنّ معنى الماء ليس إلّاهذا، وهكذا يعتمد في فهم معاني الألفاظ غالباً، بل يكون هذا هو السبيل لمعرفة معاني الألفاظ للذين يتعلّمون لغة جديدة بالمعاشرة مع أهلها، فالتبادر من أهمّ علائم الحقيقة والمجاز، فإنّه المدرك الوحيد في الغالب لفهم اللغات من أهلها.

وهنا امور ينبغي التنبيه عليها:

الأوّل: منشأ ظهور لفظ في معنى ومنشأ تبادر ذلك المعنى من ذلك اللفظ لا يخلو من أحد الأمرين: إمّا الوضع أو القرينة، فإذا انتفت القرينة وعلم أنّ المعنى فهم من حاقّ اللفظ كما هو المفروض في المقام يستكشف منه وضع ذلك اللفظ لذلك المعنى.

الثاني: قد يقال: كون التبادر علامة للحقيقة يستلزم الدور المحال، لأنّ التبادر يتوقّف على العلم بالوضع، والمفروض أنّ العلم بالوضع يتوقّف على التبادر وهذا دور واضح.


[1]. هداية المسترشدين، ج 1، ص 226؛ منتهى الاصول، ج 1، ص 40

[2]. مبادي الوصول، ص 74؛ قوانين الاصول، ج 1، ص 13

اسم الکتاب : طريق الوصول إلى مهمات علم الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست