لقد إلتبس
الأمر بالنسبة لأغلب الناس في إدراك مفهوم الزهد وتوهّموا أنّه يعني مقاطعة الحياة
المادية والاجتماعية، فيرون الزاهد الحقيقي من إختار العزلة الاجتماعية والإنصراف
عن كافة مظاهر الحياة المادية، ومن هنا كان مثل هذا الزهد أحياناً برنامجاً
إستعمارياً.
إلّا أنّ
الزهد الواقعي ينطوي على مفهوم اجتماعي إيجابي وردت الإشارة إليه في الحديث
المذكور:
فالزهد يعني
الإبتعاد عن غصب حقوق الآخرين والأموال الحرام غير المشروعة، وتوظيف الإمكانات
المادية في المصارف المنطقية والإنسانية (التي تفيد حقيقة الشكر) وقصر الأمل،
وبكلمة واحدة أنّ الإنسان يبتعد بالزهد الحقيقي عن الآمال العريضة التي تغرقه في
دوامة حبّ المال والشهرة والمقام.