بالنظر إلى أنّ حقيقة الشكر لا تقتصر على اللسان وتتجاوزه إلى العمل فالذي
يتّضح من شكر النعم هو جلبه للسعادة والخير والبركة والذي تعدّ النعمة إزاءه لا
شيء، والاستفادة من النعم في سبيل رضى اللَّه ورضى عباده وخلقه هو أساس الرفعة في
هذا العلم والفوز بالسعادة الأبدية في ذلك العالم؛ والحال إذا نظرنا إلى النعمة
بمفردها قد لا تتجاوز حدودها المادية، وعليه فالشكر أعظم من نفس النعمة وأفضل.
وإذا كان الحال كذلك، فلماذا لا نكون شاكرين لنعمائه لنحصل بذلك على نعمة أكبر
وأهم؟!