responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الفقاهة(كتاب التجارة) المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 367

حبّ بقائهم، و يمكن حملها على الكراهة الشديدة، أو يقال حبّ استمرار الظلم حرام، كحبّ إشاعة الفاحشة و غيرها لقوله تعالى‌ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ ... [1] أو لاستلزامه الرضا بفعلهم، و قد ورد في الزيارات «لعن اللّه أمّة سمعت بذلك فرضيت به» و سيأتي الكلام فيه مبسوطا.

بقي هنا أمران:

الأمر الأوّل: حكم حبّ بقائهم و الرضا بأعمالهم.

و ليعلم أنّه يطلق الحبّ بالنسبة إلى الأعمال قبلها غالبا و الرضا بعدها.

و الذي يظهر من رواية صفوان السابقة (17/ 42): «فمن أحبّ بقائهم فهو منهم و من كان منهم ورد النار» و من مرفوعة سهل بن زياد (1/ 44) و ممّا رواه عياض (5/ 44) و ما رواه مسعدة بن صدقة (10/ 45) و غير ذلك أنّ محبّة بقائهم حرام.

و كذا يستفاد من روايات كثيرة، بل غير واحد من الآيات حرمة تولّي الكافرين، و حبّ شيوع الفاحشة في المؤمنين، بل يظهر منها عدّ الراضي بفعل قوم منهم، كما في قضيّة عقر ناقة صالح، بل يظهر من اللعن الوارد في الزيارات على أمّة سمعت بذلك فرضيت به ذلك أيضا.

و لكن هذا شي‌ء لا يمكن الاستدلال له بحكم العقل، بخلاف مسألة المعاونة، و لكن ثبت بالشرع قطعا.

و لعلّ الوجه في الجميع أنّ حبّهم لا ينفك عن حبّ أعمالهم، و حبّ المعصية نوع تجرّ على اللّه، و كذا الرضا بها، و هما محرّمان بالأدلّة السمعية.

بل انّ حبّ المعصية ذريعة للوصول إليها غالبا، و ان لم تكن من قبيل العلّة لها، و الشارع لم يرتض ذلك. (و هذا كلّه غير نيّة المعصية).

هذا إذا لم ينجرّ إلى بغض أولياء اللّه، و إلّا فهو موجب للكفر كما لا يخفى.


[1]. سورة النور، الآية 19.

اسم الکتاب : انوار الفقاهة(كتاب التجارة) المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست