2- و ما رواه حريز قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: «اتّقوا اللّه
و صونوا دينكم بالورع و قوّوه بالتقيّة و الاستغناء باللّه عزّ و جلّ عن طلب
الحوائج إلى صاحب سلطان، أنّه من خضع لصاحب سلطان و لمن يخالفه على دينه طلبا لما
في يده من دنياه أخمله اللّه عزّ و جلّ و مقته عليه، و وكّله إليه، فان هو غلب على
شيء من دنياه فصار إليه منه شيء نزع اللّه جلّ اسمه البركة منه و لم يأجره على
شيء منه ينفقه في حجّ و لا عتق و لا برّ» [1].
3- ما رواه أبو بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن أعمالهم فقال لي: «يا
أبا محمّد! لا، و لا مدّة قلم، إنّ أحدكم لا يصيب من دنياهم شيئا إلّا أصابوا من
دينه مثله، أو حتّى يصيبوا من دينه مثله» [2]، (الوهم من ابن أبي عمير).
و دلالتها على المطلوب بالأولوية.
4- ما رواه ابن أبي يعفور، قال كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ دخل
عليه رجل من أصحابنا فقال له: جعلت فداك أنّه ربّما أصاب الرجل منّا الضيق أو
الشدّة فيدعى إلى البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسناة يصلحها فما تقول في
ذلك؟
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «ما أحبّ أنّي عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم
وكاء و انّ لي ما بين لابتيها، لا، و لا مدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة
في سرادق من نار حتّى يحكم اللّه بين العباد» [3].
5- و باسناده السابق في عيادة المريض عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلم في حديث قال: «من تولّى خصومة ظالم إعانة عليها نزل به ملك الموت بالبشرى
بلعنة، و نار جهنّم و بئس المصير، و من خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في
النار، و من دلّ سلطانا على الجور قرن مع هامان، و كان هو و السلطان من أشدّ أهل
النار عذابا، و من عظم صاحب دنيا و أحبّه لطمع دنياه سخطه اللّه عليه، و كان في
درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار، و من علّق سوطا بين يدي سلطان جائر
جعلها اللّه حيّة طولها سبعون ألف ذراع فيسلّطه
[1]. وسائل الشيعة، ج 12، ص 128،
الباب 42، من أبواب ما يكتسب به، ح 4.