(كبيع العنب ليعمل خمرا) قد لا يكون
الشيء كآلات اللهو و الفساد ممّا غلب عليها الفساد، بل تكون له «غايات محلّلة و
محرّمة»، و لكن يبيعه لغاية محرّمة، و هو على أقسام:
1- تارة يكون عنوان المعاملة أو شرطها ذلك، كمن يبيع العنب ليعمل خمرا، أو
الخشب ليصنع صنما، أو يوجر البيت و الدكّان لأمر محرّم.
لا يقال: أي داع لمسلم أو لغيره على خصوص ذلك، بل لا يريد هو إلّا أخذ العوض
كيفما كان؟
قلت: الداعي قد يحصل على ذلك، كأن يحرز البائع الغاية من عملية الشراء كيلا
يكون منازعة في المستقبل من هذه الجهة، أو تكون الإجارة الكذائية أقلّ مضرّة للدار
أو الدكّان، أو تكون اجرته بهذا العنوان أكثر، و كذا قيمة العنب، أو لا يكون مؤمنا
ورعا، بل يريد الإفساد بين الناس لأغراض فاسدة شيء.
2- و اخرى يبيعه أو يؤاجره مع كون داعيه ذلك من غير أن يكون شرطا أو عنوانا في
المعاملة، بأن يكون البيع أو الإجارة مطلقة.
3- و ثالثة لا يكون من قصده ذلك أبدا، و لكن يعلم أنّ داعي المشتري في الحال
ذلك، أو يتجدّد الداعي له بعده، و إن لم يكن الآن كذلك.
4- أن يعلم أنّه يصرفه في الحرام و إن لم يكن داعيه ذلك من البيع، كمن يبيع
العنب ممّن يعمله خمرا، و هو لا يريد إلّا بيع عنبه من غير قصد الحرام.