في ارادَتِكَ، اوْ تَغُلُّ اكُفّاً رَفَعَتْهَا الْأمالُ الَيْكَ رَجآءَ رَاْفَتِكَ، اوْ تُعاقِبُ ابْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَتْ في مُجاهَدَتِكَ، اوْ تُعَذِّبُ ارْجُلًا سَعَتْ في عِبادَتِكَ، الهى لاتُغْلِقْ عَلى مُوَحِّديكَ ابْوابَ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ الى جَميلِ رُؤْيَتِكَ، الهى نَفْسٌ اعْزَزْتَها بِتَوْحيدِكَ، كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِكَ، وَضَميرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ، كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ، الهى اجِرْنى مِنْ اليمِ غَضَبِكَ وَعَظيمِ سَخَطِكَ، ياحَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا رَحيمُ يا رَحْمنُ، يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ، يا غَفَّارُ يا سَتَّارُ، نَجِّنى بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، وَفَضيحَةِ الْعارِ، اذَا امْتازَ الْأَخْيارُ مِنَ الْأَشْرارِ، وَحالَتِ الْأَحْوالُ، وَهالَتِ الْأَهْوالُ [1]، وَقَرُبَ الْمُحْسِنُونَ، وَبَعُدَ الْمُسيئُونَ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [2].
4. مناجاة الراجين
مناجاة من يخاطب اللَّه بلسان الأمل والرجاء؛ الرجاء بلطف اللَّه وستره وإحسانه وفضله.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
يا مَنْ اذا سَئَلَهُ عَبْدٌ اعْطاهُ، وَاذا امَّلَ ما عِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وَاذا اقْبَلَ عَلَيْهِ قَرَّبَهُ وَادْناهُ، وَاذا جاهَرَهُ بِالْعِصْيانِ سَتَرَ عَلى ذَنْبِهِ وَغَطَّاهُ، وَاذا تَوَكَّلَ عَلَيْهِ احْسَبَهُ وَكَفاهُ، الهى مَنِ الَّذى نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِراكَ فَما قَرَيْتَهُ، وَمَنِ الَّذى اناخَ بِبابِكَ مُرْتَجِياً نَداكَ فَما اوْلَيْتَهُ، ايَحْسُنُ انْ ارْجِعَ عَنْ بابِكَ بِالْخَيْبَةِ مَصْرُوفاً، وَلَسْتُ اعْرِفُ سِواكَ مَوْلىً بِالْأِحْسانِ مَوْصُوفاً، كَيْفَ ارْجُو غَيْرَكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ، وَكَيْفَ اؤَمِّلُ سِواكَ وَالْخَلْقُ وَالْأَمْرُ لَكَ، أَاقْطَعُ رَجآئى مِنْكَ وَقَدْ اوْلَيْتَنىما لَمْ اسْئَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ، امْ تُفْقِرُنى الى مِثْلى وَانَا اعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ، يا مَنْ سَعَدَ بِرَحْمَتِهِ
[1]. في بحارالأنوار: «وَحالَتِ الْأَهْوالُ».
[2]. بحار الأنوار: ج 91، ص 143 و 144.