responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 48

ه) ينبغي في التخطيط الأخذ بنظر الحسبان الحوادث غير «المتوقعة» فكثيراً ما يواجه المدراء والقادة في أثناء العمل حوادث ومشكلات غير متوقعة، فلو لم يكونوا مستعدين لمواجهة مثل هذه الحوادث ولم يأخذوها بنظر الاعتبار أثناء عملية التخطيط فإنّه ربّما يواجهون الإخفاق والتحير وتصل مسيرتهم إلى طريق مسدود.

لو ألقينا نظرة على معركة الأحزاب ومسألة حفر الخندق العظيم حول المدينة، بحيث لم يقدر العدو من المشاة من عبوره بسهولة ولا الخيّالة من القفز عليه، وكذلك المدّة القصيرة والأدوات التي تمّ بها حفر الخندق، وفكرنا في إدارة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله الدقيقة والحاسمة في هذا المشروع وكيفية تقسيمه للعمل بين أتباعه، فسوف يتبيّن لنا عظمة ودقّة التخطيط النبوي لهذا المشروع الهام، واللافت أنّه عندما انتهى المسلمون من حفر الخندق وصل جيش الأعداء إلى مشارف المدينة [1].

لقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يدير بنفسه جميع العمليات العسكرية في الغزوات الإسلامية ويحسب لجميع الأمور والمسائل حسابها بشكل دقيق ويعمل على تنظيمها والتخطيط لها بشكل عجيب.

ونقرأ في قصّة حركة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه نحو كربلاء أنّ الإمام أمر أصحابه في أحد المنازل أن يحملوا معهم من الماء أكثر من حاجتهم ولم يعلم الأصحاب بالسر في ذلك، ولكن عندما واجهوا جيش «الحر الرياحي» في الصحراء القاحلة وكان جيش العدو يواجه العطش وانعدام الماء، أمر الإمام الحسين عليه السلام أصحابه بأن يعطوا ما زاد لديهم من الماء إلى جيش الحر الذي كان يعاني العطش الشديد، وهذا الأمر خلّف أثراً عميقاً في روحية الحر وأتباعه، ولا شك أنّ هذا العمل الإنساني من الإمام الحسين عليه السلام أثمر فيما بعد [2].

وكان الإمام الصادق عليه السلام يخطط لنشر العلوم الإسلامية في وقت كان فيه الشيعة وأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام يواجهون الضغوط والتحديات الصعبة، وقد أمر أحد أصحابه بكتابة


[1]. انظر: سيرة ابن هشام، ج 3، ص 224 وما بعدها.

[2]. انظر: إرشاد المفيد، ج 2، ص 78.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست