responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 130

يعيش «العشق لهداية الناس»، وقد عبّرت الآية عنه‌ «حريصٌ عَليكُم» وهذا التعبير دقيق وعميق جدّاً، ومن البديهي أنّه لولا هذه الحالة من العشق الشديد للناس، فلا يمكن تحمل كل تلك الصعوبات والمصائب ومواجهة كل تلك التحديات بصدر رحب وبروح منفتحة.

ولعل التعبير ب «أب» الوارد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والإمام علي عليه السلام في قوله: «أنا وَعَليٌّ أبَوا هَذِهِ الامّة» [1]، إشارة إلى هذا الموضوع أيضاً، وهو أنّ علاقة النبي والإمام علي بالامّة الإسلامية هي علاقة الابوة والعاطفة الأبوية، فالأب هو الذي ينطلق في علاقته مع أبنائه لإنقاذهم ونجاتهم من موقع العاطفة الشديدة والعشق لهم.

10- التجربة والخبرة

لا يوجد أي مدير أو قائد يملك في بداية عمله تجربة معتبرة، ولكن الأعمال السابقة له في مشاغل ومناصب أخرى بإمكانها أن تمهد الأرضية لنجاح عمله في المنصب الجديد، والمقصود من التجربة والخبرة الميدانية السابقة هو هذا المعنى، على سبيل المثال: لايمكن نصب وتعيين جندي عادي بمنصب قيادة الجيش بدون طيّ سلسلة من المراتب، وإذا رأينا بعض الضرورات الناشئة من الثورة الإسلامية وبعض أشكال النقص الحاد التي أوجبت هذه العملية على بعض المستويات، فهذا يعتبر أمراً استثنائياً لا أنّه يمثّل قانوناً ومعياراً في الحالات الطبيعية، والسبب في ذلك واضح، لأنّ المسائل المتعلقة ب «الإدارة» و «قيادة الجيش» تملك بعداً عملياً وتجربياً أكثر من البُعد العلمي والنظري، فمن الممكن لشخص أن يملك استعداداً كبيراً لإحراز مقام الإدارة والقيادة وربّما يطوي مراحل عالية في الكلّيات العسكرية وفي الإدارة أيضاً، فمن الواضح أنّ مثل هذا الشخص لا يمكنه أن يتولى مسؤوليات مهمّة ويكون مديراً أو قائداً موثوقاً، لأنّ القسم المهم في هذا الموضوع يكمن في التمرين والتجربة والممارسة على أرض الواقع.

وهنا نذكر حديثاً نبوياً مشهوراً حيث يقول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله:


[1]. بحار الأنوار، ج 16، ص 95.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست