responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 129

لماذا لم يتمكن الجيش الساساني المكوّن من «000/ 500» مقاتل بكامل العدّة والتجهيزات الحربية والأسلحة الحديثة في ذلك الزمان والتجربة والخبرة الكبيرة في الحروب التي خاضها في الحروب مع أعداء الفرس في ذلك الزمان، لم يتمكن من الصمود أمام جيش الإسلام المكوّن من «000/ 50» رجل مع قلة الإمكانات والأسلحة والخبرة العسكرية، وبالتالي انهزم ذلك الجيش العظيم أمام المسلمين؟

ألا يعني ذلك أنّ القادة والجنود لذلك الجيش العظيم كانوا يفتقدون لأي‌حافز ودافع للقتال في مقابل ما يملكه الجيش الإسلامي الصغير من دوافع قوية وحوافز شديدة جعلت هذا الجيش الصغير ينتصر في النهاية ويسحق ذلك الجيش الكبير؟

إنّ أفراد الجيش الإسلامي كانوا يعيشون العشق للقيم والمبادى‌ء التي يحملونها والرسالة التي يعتقدون بها، ولكنّ القيم السائدة لدى ضباط الجيش الساساني ولدى‌ جنوده كانت قديمة ومتهرئة وقد جاءت مجاميع من هؤلاء الجنود بالجبر والإكراه إلى ميادين القتال، ومجاميع أخرى بوسائل الترغيب والتطميع.

لا نبتعد كثيراً، ففي العالم المعاصر نشاهد هذه المسألة تتكرر أيضاً، فالجيش الأمريكي المكوّن من نصف مليون جندي والمجهز بأحدث وأمضى الأسلحة الفتاكة ويقوده قادة عسكريون من أصحاب الخبرة والتجربة، نرى أنّ هذا الجيش انهزم في مقابل جيش صغير ومتخلف ظاهراً وهو الجيش الفيتنامي، وما أسوأ تلك الهزيمة وما أشنع تلك الفضيحة، لماذا؟

لأنّ الفئة الثانية كانت تعيش العشق لأهدافها ومبادئها، في حين أنّ الفئة الاولى كانت تعيش في الحد الأقصى، للمسؤولية الإدارية والوظيفة العملية.

وقد ذكروا في أخبار حرب فيتنام أنّ الجنود الفيتناميين كانوا يتحركون بدوافع دينية أيضاً، وهذا المسألة مثيرة للاهتمام وجديرة بالدراسة والمطالعة.

ونقرأ في الصفات الخمس المذكورة في القرآن للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله في الآية 128 من سورة التوبة أنّ إحدى هذه الصفات الخاصة بهذا القائد العظيم هو أنّ هذا المدير والمدبر كان‌

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست