responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100

وحالاتهم وللحصول على جميع أخبارهم المهمّة والاطلاع عليها.

وقد كان أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام في أيّام حكومته يستخدم جماعة من الأفراد الموثوقين كمخبرين للبحث في أوضاع الموظفين والعاملين في الحكومة في المدن المختلفة، ولذلك نراه عليه السلام يعتمد كثيراً في كتبه على ما يرده من أخبار هؤلاء ويستند إليها، ونلاحظ أنّه وبّخ بعض العاملين لصدور بعض المخالفات عنه، ومثل هذه الكتب والرسائل كثيرة، ونكتفي هنا بنقل بعض ما كتبه الإمام علي عليه السلام لعامله على البصرة «عثمان بن حنيف»:

وكان «عثمان بن حنيف» شيخاً ورعاً وله سابقة في الإسلام وقد جعله الإمام عليه السلام والياً على البصرة، وفي إحدى الليالي دعاه أحد شباب البصرة لضيافته وعقد له مجلساً حاشداً.

وقد وصلت أخبار هذه الضيافة إلى الإمام عليه السلام فامتعض منها بشدّة وتأثر من قيام أحد عمّاله بالاستجابة لدعوة شخص من طبقة الأشراف والجلوس على مائدته التي تحوي صنوف وألوان الطعام، فكتب إلى عثمان بن حنيف كتاباً توبيخياً جاء فيه:

«أَمَّا بَعْدُ، يَا ابْنَ حُنَيْفٍ: فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ البَصْرَةِ دَعَاكَ إِلَى مَأْدُبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا، تُسْتَطَابُ لَكَ الْأَلْوَانُ، وَتُنْقَلُ إِلَيْكَ الجِفَانُ! وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيْبُ إِلَى طَعَامِ قَوْمٍ، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ» [1].

ويستفاد من كلمة «بلغني» أنّ الإمام علي عليه السلام كان يكلّف مخبرين وجواسيس موثوقين في تلك المدينة وقد أرسلوا إليه هذا الخبر، واعتماداً على قولهم أرسل الإمام كتابه هذا إلى عامله.

وقد طلب بعض علماء الإسلام أيضاً من حكّام زمانهم إرسال مخبرين إلى مناطق مختلفة من البلاد الإسلامية، ومنها ما أوصى بها، أبو يوسف في كتابه «الخراج» كنصحية لحاكم عصره وقال: «أرى من الصلاح للحاكم أن يرسل جماعة من الأشخاص الموثوقين والنزيهين ومن أهل الدين والأمانة إلى المدن للتعرف على أوضاع وأعمال العمّال والامراء، لأنّ أحد هؤلاء العمّال والامراء قد ظلم الناس هناك وتعدى على حقوقهم وخان الأمانة،


[1]. نهج‌البلاغة، الرسالة 45.

اسم الکتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست