مجاهدته لأهوائه النفسانية وسعيه في خط تهذيب النفس والعبودية والاستقامة،
فإنّ هذا العبد سينال مقاماً رفيعاً إلى درجة أنّه يكون آمناً من وساوس الشيطان
فلا يستطيع الشيطان النفاذ إلى قلبه، كما أنّ الشيطان نفسه أقرّ بهذه الحقيقة
وقال: «إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ»[1].
المثوبة الأخرى للمخلَصين أنّهم ينالون ثواباً لا حدّ له ولا حصر كما تشير
الآية 40 من سورة الصافّات:
أيّها القاريء العزيز! ينبغي لنا السعي للإقتداء بهؤلاء العباد المخلَصين
ونتحرك في حياتنا وسلوكياتنا في خط المخلصين ونطلب من اللَّه مد يد العون لنا
لنتمكن من تخليص أنفسنا وتطهير قلوبنا بالمقدار الممكن لنحصل على اللياقة
والقابلية للورود في زمرة المخلَصين.
المحور الثالث: العلاقة بين «المُقْسَمٌ بِه» و «المُقْسَمٌ لَهُ»
إنّ الأقسام الأحد عشر بالموجودات العظيمةالواردة في هذه السورة، تعتبر مقدّمة
لبيان موضوع مهم جدّاً، وهو أنّ الإنسان إذا انطلق في حياته من موقع تزكية النفس وتطهير
وجوده من الرذائل الأخلاقية والتسويلات الشيطانية، فإنّه سينال النجاة والفلاح،
وبكلمة واحدة: إنّ النجاة في تهذيب النفس
«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا».
وقد يثير البعض هذا السؤال، وهو: ما هي العلاقة بين الشمس والقمر والليل