responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 92

كل واحدة من هاتين الكلمتين تكررت ثماني مرات في القرآن الكريم، والمخلِصين بالكسر، تعني الأشخاص الذين يتحركون على مستوى تخليص أنفسهم، والثانية المخلَصين تعني أنّ اللَّه تعالى يعمل على تخليصهم.

سؤال: هل بإمكاننا تطهير أنفسنا وقلوبنا من كل هذه الشوائب والأهواء النفسانية، أم نحن بحاجة إلى المساعدة لتحقيق هذا الأمر المهم؟

الجواب: مع الالتفات إلى أنّ بعض الشوائب والأدران خافية على الإنسان وعلى حدّ تعبير النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أنّ حركتها كحركة النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء [1]، فإنّ سلوك هذا الطريق لا يمكن بدون تسديد إلهي ومعونة ربانية. ومن هذا المنطلق ينبغي السعي لنكون في زمرة المخلصين (بالكسر) حتى يكون اللَّه تعالى هو الذي يتولى تخليص قلوبنا وتهذيب أنفسنا من الشوائب والأدران، ونكون بذلك من جملة المخلَصين (بالفتح).

والآية مورد البحث‌ «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا» إذا كانت كلمة «مَنْ» هي الفاعل فمضمون الآية يلتقي مع كلمة المخلِصين لأنّه في هذه الصورة يكون معنى الآية:

«أنّ الشخص الذي يعمل على تهذيب نفسه وتخليصها من الشوائب سينال مقام الفلاح». وأمّا إذا كانت كلمة «مَنْ» مفعولًا، وأنّ اللَّه تعالى هو الفاعل فإنّ مضمون الآية الشريفة يلتقي مع مفهوم «المخلَصين»، وفي هذه الصورة يكون تفسير الآية:

«قد أفلح الشخص الذي زكّاه اللَّه وهذّب اللَّه نفسه من الشوائب» وطبعاً كلا الاحتمالين ينسجمان مع الآية الشريفة.

ثواب المخلَصين:

عندما يختار اللَّه تعالى من عبادة الاتقياء مَن يجعله في مرتبة المخلَصين بسبب‌


[1]. بحار الأنوار، ج 18، ص 158.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست