responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 90

الدفاعي قبل وصول جيش الأعداء. وفجأةً ظهرت صخرة كبيرة بيضاء صلدة وسط الخندق عجز المسلمون عن كسرها أو تحريكها. فجاء «سلمان» إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يعرض عليه الأمر. فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الخندق وتناول المعوَل من سلمان وأنزل ضربة شديدة بالصخرة، فانبعث منها الشرر، فصاح النبيّ صلى الله عليه و آله مكبّراً تكبيرة الإنتصار، فردّد المسلمون التكبير وراح صوتهم يدوّي في كلّ مكان. ومرّة أُخرى‌ أنزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مِعوَله على الصخرة، فانبعث الشرر وكسرت قطعة منها، وارتفع صوت تكبير الإنتصار من النبيّ صلى الله عليه و آله والمسلمين بعده. وللمرّة الثالثة ارتفع مِعوَل النبيّ صلى الله عليه و آله ونزل على الصخرة، وللمرّة الثالثة انبعث الشرر من الضربة وأضاء ما حولها، وتحطّمت الصخرة، وارتفع صوت التكبير بين جنبات الخندق.

فقال سلمان: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللَّه، لقد رأيت شيئاً ما رأيته منك قط.

فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى القوم وقال: رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا: نعم يا رسول اللَّه.

قال: ضربت ضربتي الأُولى‌ فبرق الذي رأيتم فأضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى‌ كأنّها أنياب الكلاب، فأخبرني جبرئيل أنّ أُمّتي ظاهرة عليها، ثمّ ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم فأضاءت لي منها قصور الحمر من أرض الروم كأنّها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرئيل أنّ أُمّتي ظاهرة عليها، ثمّ ضربت ضربتي الثالثة فبرق الذي رأيتم فأضاءت لي قصور صنعاء كأنّها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرئيل أن أُمّتي ظاهرة عليها. فأبشروا، فاستبشر المسلمون وحمدوا اللَّه.

أمّا المنافقون فقد عبسوا وقالوا بلهجة المعترض: أمل باطل ووعد مستحيل! هؤلاء يحفرون الخنادق خوفاً على أرواحهم من جيش صغير يخشون مواجهته، ثمّ يحلمون بفتح أعظم دول العالم. وعندئذٍ نزلت الآيات المذكورة [1].

ولا غرابة أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يرى هذه الأمور بعد أن أزاح حجب الطبيعة


[1]. التفسير الأمثل، ذيل الآية المذكورة.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست