فإذا كنت تحب أن يدرس أبناؤك في المدرسة، ففي صورة الإمكان ينبغي أن توفر مثل هذه الإمكانات لأطفال جارك الفقير أيضاً، وإن كنت متألماً لمرض أولادك وأهلك فعليك بأن تتألم وتتأسف لمرض أولاد الآخرين أيضاً، وتتحرك من موقع مداواتهم وعلاجهم بالمقدار الممكن.

النتيجة، أنّ الإنسان لا يمكنه أن يعيش الانسجام مع خط الرسالة والطاعة والقيم الإنسانية إلّامن خلال تهذيب النفس وتزكيتها.

الثمار المعنوية لتهذيب النفس:

ومن جملة ثمرات تهذيب النفس في هذه الدنيا، ازاحة الحجب أمام بصيرة الإنسان، بحيث يرى هذا المجاهد لنفسه الكثير من الأمور التي لا يراها الناس العاديين، يقول العارف حافظ الشيرازي:

- تزال الحجب من عالم الملك إلى الملكوت.

- عمّن يتفرغ لخدمة كأس العالم.

- إن الطبيب ومسيح الشفاه هو العشق، ولكن.

- إذا لم ير المريض فكيف الدواء.

ومقصود حافظ من الكأس العالمي هو القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام الذين إذا قدّم الإنسان خدماته لهم وخضع لتعليماتهم وأعرض عن أهواء النفس وشهواتها فإنّ ذلك من شأنه ازاحة الحجب عن بصيرته وكشف أستار الغيب له.

ونقرأ في التاريخ الكثير من الأشخاص الذين وصلوا إلى مقامات عالية بسبب مجاهدتهم أهواءَهم وتهذيبهم لأنفسهم، ونكتفي هنا بالإشارة إلى موارد من ذلك:

1. كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والمسلمون مشغولون بحفر الخندق في أطراف المدينة، وانتظم المسلمون في جماعات يحفرون بسرعة وجدّ لكي ينجزوا هذا الحصن‌