responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 511

ومع العلم بأنّ اللَّه تعالى ضمن أرزاق جميع الكائنات وكل واحد منها يرزقه بطريقة عجيبة ومحيّرة، فلماذا نحن البشر نعيش القلق والهم والحزن على تدبير المعيشة والكسب، ولا نراعي مسائل الحلال والحرام في كسب المال وتوفير الرزق.

2. الغرض من السعي للكسب‌

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا يجب علينا السعي وبذل الجهد لتحصيل الرزق وكسب المال؟ لماذا لا يكون رزقنا في الدنيا كما هو حال أهل الجنّة الذين يرزقون منها بدون أي سعي وبذل جهد، فلو كان حال أهل الدنيا كذلك فربّما يعبدون اللَّه بدون هاجس الرزق والكسب؟

ألا يستطيع الباري تعالى أن يخلق أشجار الفاكهة وينبت الحبوب من الحنطة والشعير والرز كما نراه من الأعشاب التي تنمو لوحدها، وحينئذٍ يستفيد منها الإنسان بدون تعب وعمل، فلماذا لم يجعل اللَّه تعالى الأشجار والثمار والحبوب كذلك؟

الجواب: إنّ الآية الشريفة 27 من سورة الشورى تجيب عن هذا السؤال:

«وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ».

أجل! فإنّ الإنسان إذا عاش حالة الكسل والبطالة فسوف تتحرك عناصر الطغيان والفساد في نفسه لذلك نعتقد بأنّ أحد أسباب الوقوع في المعاصي والذنوب هو العطالة وعدم الكسب والعمل، كما أنّ العطالة تعدّ من الأسباب الرئيسية في الإدمان على المخدرات ومن هنا جعل اللَّه تعالى الرزق وتحصيل المال المقدّر مرتبطاً بالعمل والكسب حتى لا يتحرك الإنسان في خط الطغيان والفساد.

3. الرزق ومساحته‌

يقول تبارك وتعالى في الآية الشريفة 12 من سورة الشورى:

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست