responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 411

الهدف من الأقسام: إلفات النظر إلى المعاد والقيامة

بحثنا فيما تقدّم باختصار عن السماء والنجوم والتي أقسم اللَّه تعالى بهما، لدعوة الإنسان للتفكير في هذه المخلوقات العجيبة في العالم والكون، وبالتالي تنفتح آفاق الإيمان والتوحيد والتوجّه إلى اللَّه بهذا النمط من التفكير والتأمّل، وكلّما ازدادت مطالعاتنا ومعلوماتنا عن عالم الوجود أكثر فإنّ إيماننا بخالق هذا الكون سيقوى ويشتد.

وهنا يشير القرآن إلى مسألة مهمّة بوصفها المقسم له، (أي ما أقسم اللَّه تعالى من أجله) وهذه المسألة المهمّة هي يوم القيامة والحياة بعد الموت، والتي تعتبر مكملة لبحث التوحيد ومعرفة اللَّه، وبما أنّ محكمة العدل الإلهي في ذلك اليوم تعتبر من أهم الامور، بل إنّ محور هذه المحكمة العظيمة يدور حول أعمال المتهمين وملفاتهم، ولهذا نرى أنّ الآيات اللاحقة تشير إلى كتاب أعمال العباد وتقول:

«إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ».

أي: اقسم بالسماء والنجوم اللامعة أنّ كلّ إنسان عليه رقيب وحفيظ من الملائكة، فالملائكة يحفظون ويكتبون أعمالنا بدقّة ولا تفلت منهم صغيرة ولا كبيرة، بل إنّهم مطّلعون على نيّاتنا وأفكارنا أيضاً.

سأل عبد اللّه بن موسى‌ بن جعفر عليه السلام عن الملكين .. هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أنْ يفعله، أو الحسنة؟

فقال الإمام عليه السلام:

«ريح الكنيف وريح الطيب سواء؟».

قال: لا.

قال:

«إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نَفسه طيّب الريح، فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فإنّه قد همّ بالحسنة، فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده، فأثبتها له، وإذا همّ بالسيئة خرج نَفَسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست