responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 382

والحكيم جمع كل هذه الأمور في خلق العين، أي أنّ أعيننا تعمل عمل عدّة أجهزة للتصوير في وقت واحد ولا تحتاج إلى أشرطة بل لديها ما يكفي من أشرطة التصوير إلى آخر العمر، ولا يؤثر على عملها قلّة أو زيادة النور، بل إنّ العين تنسجم مع المحيط في مدّة قليلة جدّاً وتستمر في أداء مهمتها، هنا يجب إجلال الصانع لهذه القدرة والدقّة والمهارة في صناعة هذا العضو الصغير وبذلك الأداء الدقيق لمهمته، وأن نقف موقف الخضوع والخشوع أمام خالق هذا الجهاز العجيب، إنّ عضلات العين بإمكانها أن تحرك العين في الجهات الستة بلمحة بصر، وهذه من النعم الإلهيّة الكبيرة، فلو فرضنا أنّ العين لا تملك مثل هذه العضلات المحركة، فكم سيقع الإنسان في صعوبة وشدّة في عملية الرؤية والنظر؟

مثلًا، إذا أراد الإنسان أن ينظر إلى يساره فلابدّ أن يدير رأسه باتجاه الشمال، وإذا أراد أن ينظر إلى يمينه فلابدّ من استدارة رأسه بأجمعه إلى جهة اليمين، وإذا أراد النظر إلى الأعلى فلابدّ من رفع الرأس إلى الأعلى، وإذا أراد النظر إلى الأسفل فيجب أن ينحني برأسه كله إلى الجهة السفلى.

والمحيّر أنّ هذه القطعة الصغيرة بكل هذه الخصوصيات والامتيازات تعمل باستمرار مدّة ثمانين عاماً أو أكثر أو أقلّ، أفلا ينبغي أن نقف أمام خالق هذا العضو من موقع الاعجاب والخشوع والخضوع؟

الأقسام الثنائية: المرئيات وغير المرئيات‌

إن اللَّه تعالى أقسم في هذه السورة بالمرئيات وبغير المرئيات، وبالنسبة للمرئيات وأدواتها فقد تحدّث القرآن في هذه الآيات عنها، ولكن لم يتحدّث بشي عن غير المرئيات، فلو قلنا: إنّ غير المرئيات وما لا نستطيع رؤيته أكثر ممّا نستطيع رؤيته، فليس كلامنا مجانب للصواب، ونشير هنا إلى عدّة موارد:

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست