responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 25

أَنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ» [1].

وقد نهى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أصحابه في صدر الإسلام من القسم بأسماء آبائهم الذين كانوا مشركين، لأنّ مثل هذا القسم تفوح منه رائحة الشرك.

ومن هنا فإنّ القسم بغير اللَّه إذا لم يستتبع هذه الافرازات السلبية فلا إشكال فيه.

ب) وأحياناً يقسم المسلمون بغير اللَّه تعالى بحيث يستتبع بعض الحوادث والأمور السلبية، على سبيل المثال كان من جملة الأقسام المتداولة بين الناس في صدر الإسلام وفي عصر الأئمّة المعصومين عليهم السلام أيضاً، القسم بالعتاق والطلاق، بمعنى أنّ الشخص عندما يكون في معرض التهمة يقال له: أنّك لم ترتكب العمل الفلاني، فإذا كنت قد ارتكبته فإنّ جميع عبيدك أحرار، وزوجاتك طالق، وكان العرب في ذلك الزمان يلتزمون بمثل هذه الأقسام، والظاهر أنّ أهل السنّة ولحدّ الآن يعتقدون بصحة مثل هذا القسم، أمّا الشيعة فلا يقبلون هذا القسم لأنّهم يعتقدون بوجود صيغة خاصّة للعتق والطلاق، فلا يتحرر العبد بالقسم ولا يصح تطليق الزوجة بالقسم.

والقسم المنهي عنه في بعض الروايات ناظر أحياناً إلى مثل هذه الأقسام، ونشير هنا إلى مثال واحد منها:

عن صفوان الجمّال، عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام أنّ المنصور قال له: رفع إليَّ أنّ مولاك المعلى بن‌خنيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال، فقال: واللَّه ما كان. فقال المنصور:

«لا أَرْضى‌ مِنْكَ إِلّا بِالطَّلاقِ وَالْعِتاقِ‌ [2] وَالْهَدْىِ وَالْمَشْيِ، فَقالَ عليه السلام: أَبِالْانْدادِ مِنْ‌

دُونِ اللَّهِ تَأْمُرُني أَنْ أَحْلِفْ؟! إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْضِ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ في شَي‌ءٍ» [3].


[1]. السنن الكبرى، ج 10، ص 28.

[2]. تقدّم معنى القسم ب «الطلاق» و «العتاق» وأمّا معنى القسم ب «هدى» فهو أن ما قلته إذا لم يكن صحيحاً فيجب‌تقديم أضحية، وأمّا «المشي» فيعني إذا لم يكن ما قلته صحيحاً فيجب أن تذهب إلى بيت اللَّه الحرام مشياً على الأقدام.

[3]. وسائل الشيعه، ج 16، أبواب الأيمان، باب 14، ح 3.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست