يقول الإمام الصادق عليه السلام في جوابه عمّن سأله عن تفسير الآية المذكورة:
«مَنْ حَرَقَ أَوْ غَرَقَ»
بمعنى أنّ الآية تتحدث عن انقاذ النفس من الحرق أو الغرق وأمثال ذلك، أي أنّك
لو رأيت حريقاً يشب في بيت جارك وقد تعرض جارك لخطر الموت والحرق في تلك النيران
الملتهبة، فأخبرت المسؤولين عن إطفاء الحريق وجاءوا وأخمدوا النيران وأنقذوا هذا
الشخص، فإنّك بذلك ستكون مشمولًا لهذه الآية الشريفة طبقاً لبيان الإمام الصادق
عليه السلام، وكأنّ عملك هذا بمثابة انقاذ المجتمع البشري، ولو قام معلم السباحة
أو الشخص المسؤول عن انقاذ الغرقى في السواحل بإنقاد شخص من خطر الغرق في البحر،
فعمله هذا يوازي إنقاذ جميع أفراد المجتمع البشري. هذا أحد التفاسير الواردة في
هذا الشأن، والذي نطلق عليه بالتفسير المادي.
ولكن الإمام الصادق عليه السلام بعد بيان التفسير الأول مكث مدّة ثم قال:
. فالتفسير الآخر لهذه الآية والمفهوم الأكبر الذي نستوحيه منها أن يقوم الشخص
بدعوة آخر إلى سلوك طريق الحق أو الباطل، فيستجيب له ذلك الشخص ويتحرك في الطريق
الذي دعاه إليه.
ومن هذا المنطلق إذا تحركنا على مستوى دعوة الناس إلى الصراط المستقيم والخروج
من أجواء الضلالة والانحراف إلى أجواء الهداية والرسالة والإيمان، واهتدى شخص ضال
بهذه الدعوة، فقد منحناه حياة معنوية جديدة وبالتالي ستشملنا الآية الشريفة
المذكورة.