اسم الکتاب : مصباح المتهجد المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 847
بإلهيتك محققة وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى
جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة وأشارت باستغفارك مذعنة، ما هكذا ؤ الظن
بك ولا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب! وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء
الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها، على أن ذلك بلاء
ومكروه قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته، فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل
49 وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول[50]مدته ويدوم مقامه[51]ولا يخفف عن
أهله لأنه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السموات
والأرض، يا سيدي فكيف لي[52]وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين
المستكين يا إلهي وربي وسيدي ومولاي لاي الأمور إليك أشكو ولما منها أضج
وأبكي ألاليم العذاب وشدته أم لطول البلاء ومدته، فلئن صيرتني للعقوبات[53]
مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك،
فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك،
وهبني صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن[54]النظر إلى كرامتك أم كيف أسكن في
النار ورجائي عفوك، فبعزتك يا سيدي ومولاي أقسم صادقا لئن تركتني ناطقا
لأضجن إليك بين أهلها ضجيج الآملين[55]ولأصرخن إليك صراخ المستصرخين
ولأبكين عليك بكاء الفاقدين ولأنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين! يا غاية
آمال