صاحب المقامات الباهرة ، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري (عليه السلام) وتوقيعه الشريف إليه . . . » (60).
وقال السيّد حسن الصدر ( ت/ 1354هـ ) : في بيانه لأئمّة علم التفسير والتأويل : «ومنهم : علي بن بابويه والد الشيخ الصدوق كان شيخ الشيعة بقم يكنّى أبا الحسن ، علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه . . وأنّه ممّن كاتبه مولانا أبو محمّد العسكري ، وله كرامات وحكايات مذكورة في المطوّلات، صنّف الكتب ، منها : كتاب التفسير. . . » (61).
وقال الشيخ عبّاس القمّي ( ت/ 1359هـ ) : « كان شيخ القمّيّين في عصره وفقيههم وثقتهم ، وكفى في فضله ما في التوقيع المنقول عن الإمام العسكري (عليه السلام) : اُوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي يا أبا الحسن . . إلى آخره » (62).
الثناء عليه في كتب السنّة :
لم يترجم للشيخ علي بن بابويه إلاّ القلائل من علماء أهل السنّة ، بل وحتى الخطيب البغدادي الذي حاول في تاريخه ذكر علماء بغداد ومن قدم إليها لم يذكر ـ من فرط تعصّبه ـ شيخنا علي بن بابويه على الرغم من قدومه إلى بغداد أكثر من مرّة ، بل لم يذكر ثقة الإسلام الكليني الذي مات ودفن في بغداد !
والمهم هنا ، هو أنّ جميع من ذكره منهم فقد أطراه .
قال الذهبي ( ت/ 748هـ ) في ترجمة ولده الصدوق : « ابن بابويه ، رأس الإمامية أبو جعفر محمّد بن العلاّمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي . . . » (63).
فهو جدير بلقب ( العلاّمة ) عند الذهبي ، وهذا اعتراف صريح منه بعلمه وفقهه ، مع أنّ هذا اللقب لم تطلقه الشيعة عليه ، فلاحظ .
وقال ابنالنديم ( ت/ 385هـ ) : « ابنبابويه : واسمه علي بنالحسين بن موسى القمّي ، من فقهاء الشيعة وثقاتهم ، قرأت بخطّ ابنه أبي جعفر محمّد بن علي على ظهر جزء: قد أجزت لفلان ابن فلان كتب أبي علي بنالحسين وهي مئتا كتاب وكتبي وهي ثمانية عشر كتاباً » (64).
(60)خاتمة المستدرك 3 : 527من الفائدة الثالثة . (61)تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 331. (62)الكنى والألقاب 1: 213. (63)سير أعلام النبلاء 16: 303/212. (64)فهرست ابن النديم : 415الفنّ الخامس من المقالة الخامسة . أقول : نُسب ابن النديم إلى التشيّع ، والظاهر من كتابه هو العكس ؛ إذ غالباً ما يلمز الشيعة بالرافضة ، وعلى أيّة حال فإنّ فهرسته معتبر عند الطرفين . وأمّا ما ذكره من عدد كتب علي بن بابويه فهو اشتباه منه أو تحريف من نسّاخ كتابه لا محالة ، وللسيد العلاّمة المحقّق الجلالي حفظه اللّه تحقيق حول ما ذكره ابن النديم خلاصته : هو أنّ ما ألّفه الابن نسب للأب وبالعكس . راجع مقدّمة تحقيق الإمامة والتبصرة من الحيرة : 75ـ 77.