قال في روضات الجنّات بعد أن أورد الرسالة : « وقال بعض الأعاظم ـ بعد ذكره لذلك ـ : وهذه الرسالة إذا صحّت دلّت على عظم شأن علي المذكور ، واللّه أعلم » (46).
أقول : لو لم يكن علي بن بابويه رضي اللّه تعالى عنه أهلاً للرسالة بنظر أعلام الشيعة لرفضوها رفضاً قاطعاً ، ولكنّهم وجدوه أهلاً لها فتلقّوها بالقبول ، وما تقدّم في أوائل البحث لا يعني التشكيك في صحّة صدورها ، بل يعني إثارة ما يمكن أن يوجّه لها من نقد لتحظى بمزيد من البحث والتحقيق لأهمّيتها .
وعلى أيّة حال فإنّ موقف علماء الشيعة من هذا الرجل العظيم يتّسم بكل إجلال وتعظيم كما سيتّضح من :
الثناء عليه ببعض كتب الشيعة :
قال النجاشي ( ت/ 450هـ ) : « علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، أبو الحسن ، شيخ القمّيين في عصره ، ومتقدّمهم ، وفقيههم ، وثقتهم » (47).
وقال شيخ الطائفة ( ت/ 460هـ ) : « علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي اللّه عنه ، كان فقيهاً جليلاً ثقة ، وله كتب كثيرة » (48)، وقال أيضاً : « ثقة ، له تصانيف ذكرناها في الفهرست » (49).
وقال الشيخ حسن أبو علي ابن شيخ الطائفة الملقّب بالمفيد الثاني ( ت/ 515هـ ) معلّلاً قبول من تأخّر عنهلرسالتهالفقهية: « . . .لثقته ، وإمامته ، وموضعه منالعلم والدين » (50).
وقال الشيخ ابن إدريس الحلّي ( ت/ 598هـ ) في حكم بيع الواحد بالاثنين مع اختلاف الجنس : « . . .بل جلّة أصحابنا المتقدّمين ، ورؤساء مشايخنا المصنّفين الماضين رحمهمالله لم يتعرّضوا لذلك ، بل أفتوا وصنّفوا . . . » ثمّ ذكر جملة من كبار العلماء وعدّ عليّ بن بابويه في طليعتهم (51).
ونظير هذا الوصف ما ذكره المحقّق الحلّي ( ت/ 676هـ ) في كتاب المعتبر (52)، وقد تقدّم ، وقال ابن داود الحلّي ( ت/ 707هـ ) : « . . . الفقيه الجليل المعظّم ، الثقة ، الورع ،
(46)روضات الجنّات 4: 273/397. (47)رجال النجاشي : 261/684. (48)فهرست الشيخ: 93/382. (49)رجال الشيخ: 482/34في من لم يرو عن الأئمّة (عليهم السلام) . (50)خاتمة مستدرك الوسائل 3: 528، وكذلك : رياض العلماء 4: 6 . (51)السرائر 2: 254ـ 255. (52)المعتبر 1: 33، أوّل الفصل الرابع .