بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى الْأَعْظَمِ فَقَالَ لِي: إِنَّكَ لَنْ تَقْوَى[1] عَلَى ذَلِكَ، قَالَ، فَلَمَّا أَلْحَحْتُ قَالَ: فَمَكَانَكَ إِذًا ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ صَاحَ بِي ادْخُلْ! فَدَخَلْتُ، فَقَالَ لِي: مَا ذَلِكَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ! قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْبَيْتِ يَدُورُ بِي وَ أَخَذَنِي أَمْرٌ عَظِيمٌ كِدْتُ أَهْلِكُ، فَضَحِكْتُ[2]، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ حَسْبِي لَا أُرِيدُ ذَا.
الْفَطَحِيَّةُ
472 هُمُ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ سُمُّوا بِذَلِكَ:
لِأَنَّهُ قِيلَ إِنَّهُ كَانَ أَفْطَحَ الرَّأْسِ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ أَفْطَحَ الرِّجْلَيْنِ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى رَئِيسٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَطِيحٍ، وَ الَّذِينَ قَالُوا بِإِمَامَتِهِ عَامَّةُ مَشَايِخِ الْعِصَابَةِ، وَ فُقَهَاؤُهَا مَالُوا إِلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّبْهَةُ لِمَا
رُوِىَ عَنْهُمْ (ع) أَنَّهُمْ قَالُوا الْإِمَامَةُ فِي الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِ الْإِمَامِ إِذَا مَضَى.
، ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ رَجَعَ عَنِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ لِمَا امْتَحَنَهُ بِمَسَائِلَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهَا جَوَابٌ، وَ لِمَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي لَا يَنْبَغِي أَنْ يَظْهَرَ مِنَ الْإِمَامِ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَاتَ بَعْدَ أَبِيهِ بِسَبْعِينَ يَوْماً فَرَجَعَ الْبَاقُونَ إِلَّا شُذَّاذاً مِنْهُمْ عَنِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ إِلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَةِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (ع) وَ رَجَعُوا إِلَى الْخَبَرِ الَّذِي
رُوِيَ أَنَّ الْإِمَامَةَ لَا تَكُونُ فِي الْأَخَوَيْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (ع).
وَ بَقِيَ شُذَّاذٌ مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ،
[1]- لا تقوى- خ.
[2]- فضحك- خ.