دِينِي وَ سَمِعْتُكَ تَصِفُ الْعَدْلَ فَأَحْبَبْتُ الدُّخُولَ مَعَكَ! فَقَالَ الضَّحَّاكُ لِأَصْحَابِهِ إِنْ دَخَلَ هَذَا مَعَكُمْ نَفَعَكُمْ، قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ عَلَى الضَّحَّاكِ فَقَالَ لَهُمْ لِمَ تَبَرَّأْتُمْ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ اسْتَحْلَلْتُمْ قَتْلَهُ وَ قِتَالَهُ قَالَ لِأَنَّهُ حَكَّمَ فِي دِينِ اللَّهِ، قَالَ وَ كُلُّ مَنْ حَكَّمَ فِي دِينِ اللَّهِ اسْتَحْلَلْتُمْ قَتْلَهُ وَ قِتَالَهُ وَ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الدِّينِ الَّذِي جِئْتُ أُنَاظِرُكَ عَلَيْهِ لِأَدْخُلَ مَعَكَ فِيهِ إِنْ غَلَبَتْ حُجَّتِي حُجَّتَكَ أَوْ حُجَّتُكَ حُجَّتِي مَنْ يُوقِفُ الْمُخْطِيَ عَلَى خَطَائِهِ وَ يَحْكُمُ لِلْمُصِيبِ بِصَوَابِهِ فَلَا بُدَّ لَنَا مِنْ إِنْسَانٍ يَحْكُمُ بَيْنَنَا، قَالَ فَأَشَارَ الضَّحَّاكُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ هَذَا الْحَكَمُ بَيْنَنَا فَهُوَ عَالِمٌ بِالدِّينِ، قَالَ وَ قَدْ حَكَّمْتَ هَذَا فِي الدِّينِ الَّذِي جِئْتُ أَنَا أُنَاظِرَكَ فِيهِ قَالَ نَعَمْ، فَأَقْبَلَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ إِنَّ هَذَا صَاحِبَكُمْ قَدْ حَكَّمَ فِي دِينِ اللَّهِ فَشَأْنَكُمْ[1] بِهِ! فَضَرَبُوا الضَّحَّاكَ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى سَكَتَ.
331 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَحْمَسِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الشُّرَاةِ يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَكَانَ يَأْتِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَيُودِعُهُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ سَنَةً مِنْ تِلْكَ السِّنِينَ وَ عِنْدَهُ مُؤْمِنُ الطَّاقِ وَ الْمَجْلِسُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فَقَالَ الشَّارِي وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ أُكَلِّمُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) لِمُؤْمِنِ الطَّاقِ كَلِّمْهُ يَا مُحَمَّدُ! فَكَلَّمَهُ بِهِ فَقَطَعَهُ سَائِلًا وَ مُجِيباً، فَقَالَ الشَّارِي لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي أَصْحَابِكَ أَحَداً يُحْسِنُ هَكَذَا! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ فِي أَصْحَابِي مَنْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا، قَالَ فَأَعْجَبَتْ مُؤْمِنَ الطَّاقِ
[1]- اى عابكم به. او يقرء: فشأنكم به، اى افعلوا به ما شئتم و سكت: مات.