هـ ـ اشكال ديگري كه در اينجا پيش ميآيد، اين است كه اگر ما بخواهيم فصل جنس را براي افراد نوع ثابت كنيم، علّتش چيست؟ مثلا ميدانيم فصلِ حيوان «حسّاس متحرك بالإرادة» است و ميخواهيم آن را براي زيد كه انسان است ثابت كنيم. آيا حيوانيت واسطه است يا انسانيّت؟ شيخ(رحمه الله) اجمالا پاسخ ميدهد كه در حملِ فصلِ جنس بر نوع، جنس، علّت نوع است كما اينكه در حملِ جنسِ جنس نيز بر نوع، خودِ جنس علّت است. تفصيل و تحقيق اين سخن نيز در مباحث آينده كتاب خواهد آمد.
متن
و نقولُ: إِنَّ كلَّ شيء يكونُ علّةً للحدّ الأكبرِ فإِنّه يكونُ صالحاً لأَن يكونَ حدّاً أوسطَ له، و إن لم يكن بيِّناً أَنّه علّةٌ له. و لكن لا يكونُ القياس المؤلَّف «برهانَ لِمَ» بعدُ، فإلي أَن يبيَّنَ ذلك، فلا يُكتسبُ به اليقينُ التامُّ. و إذا تبيّنَ بحجّة، بان باعتبار أو حجة، فيكون اليقينُ إنّما يتمُّ لا بذلك الحدِّ الأوسطِ وحدَه، بل بالحدّ الأوسط الآخرِ ـ و هو الّذي يبيّن أنّ السببَ سببٌ بالفعل.
فكثيراً ما يكون السببُ المُعطي أوّلا ليس سبباً قريباً، أو ليس سبباً وحدَه بالذات، بل هو بالحقيقه جزءُ سبب. و هذا مثلُ الحسّاس، فإِنَّه علّةٌ بوجه ما للحيوان.
فإذا قلنا «كلُّ حساس حيوانٌ» لم يَخْلُ ذلك من أحدِ وجهين: إمّا أن يُجعلَ اسمُ الحيوان مرادفاً لاسم الحساس حتّي لا يكونَ الحيوانُ إلاّ نفسَ الشيء ذي الحسّ، فيكونُ حينئذ الأوسطُ و الأكبرُ إسمين مترادفين و لا يكونُ أحدُهما أولي بأن يكونَ علّةً للآخَرِ.
و إمّا أن يكونَ معني الحسّاس يدلُّ علي شيء، و معني الحيوان علي شيء أكملَ معني منه علي ما هو الحقُّ و علي ما علمت، حتّي يكونَ الحيوانُ ليس شيئاً ذا حسٍّ فقط، بل جسماً ذا نفس غاذية نامية مولّدة حسّاسة متحرّكة. و أنت تعلمُ أَنَّ نفسَ كونِه ذا حسٍّ، ليس كونَه جسماً ذا نفس غاذية نامية مولّدة حسّاسة، و إن كان هذا لا يخلو عنه. و قد علمت الفرقَ بين المعنيين. و مع ذلك فليس أيضاً يلزمُ من وضعك شيئاً ذا حسٍّ من غيرِ وسط و لا حجّة أَنْ تعلمَ أنَّه يجب أن يكونَ جسماً ذا نفس متغذّية نامية مولّدة و غيرِ ذلك. فإنّك لو فرضتَ أَنَّ هاهنا جسماً له حسٌّ و لا شيءٌ من ذلك، لم يَمتنعْ عليك تصوّرُه بالبديهة.