و أمّا الآنَ فنقولُ: إِنَّ جميعَ ما هو سببٌ لوجود المطلوب إمّا أن يكونَ سبباً لنفس الحدّ الأكبر مع كونه سبباً لوجوده للأصغر، أو لا يكونَ سبباً لوجود الحدّ الأكبر في نفسه، و لكن لوجوده للأصغر فقط. مثالُ الأوّلِ أَنَّ حمي الغِبّ معلولةٌ لعفونة الصفراءِ علي الإطلاق، و معلولةٌ لها أيضاً في وجودها لزيد. و مثالُ الثاني أَنَّ الحيوانَ محمولٌ علي زيد بتوسّطِ حملِه علي الإنسان.
فالإنسانُ علّةٌ لوجود زيد حيواناً ـ لأَنّ الحيوانَ محمولٌ أوّلا علي الإنسان، و الإنسانُ محمولٌ علي زيد، فالحيوانُ محمول كذلك علي زيد. و كذلك الجسمُ محمولٌ أوّلا علي الحيوان ثمّ علي الإنسان. فالحيوانُ وجودُه للإنسان علّةٌ في وجود الإنسان جسماً. فأمّا علي الإطلاق فليس الإنسانُ وحدَه علّةً لوجود الحيوان علي الإطلاق، و لا الحيوانُ وحدَه علّةً لوجود معني الجسم علي الإطلاق.
فإن سنح لقائل أن يقولَ: بل الحيوانيةُ علّةٌ لوجود الإنسانية لزيد، فإنّه ما لم يَصِرْ حيواناً لم يصرْ انساناً و كذلك الشكُ[1] في أَنَّ فصلَ الجنس هو أوّلا للنوع أو للجنس؟ فَلْيَكُنِ الجوابُ عن ذلك فرضاً له علينا و دَيْناً نقضيه[2].
و الآنَ فنقول: إِنَّ الجنسَ علّةٌ للنوع في حملِ فصلِ الجنس عليه، كما هو علّةٌ له في حملِ جنسِ الجنس عليه و نبيّنُ تحقيقَ ذلك من حلّ الشك المذكور بعدُ.
ترجمه
هر حدّ وسطي كه سبب وجودِ مطلوب است از دو حال خارج نيست: يا علاوه بر اينكه سبب وجود اكبر براي اصغر است، سبب وجودِ في نفسِه اكبر هم هست، و يا چنين نيست بلكه فقط سبب وجود اكبر براي اصغر است. مثال صورت اوّل اين است كه تب نوبه به طور مطلق معلولِ عفونت صفرا است و در عين حال معلول وجود اين عفونت در زيد هم هست.
و مثال صورت دوّم اين است كه: حيوان بواسطه حملش بر انسان، بر زيد هم حمل ميشود و بنابراين، انسان علّتِ حيوان بودنِ زيد است، زيرا حيوان ابتداءً بر انسان و سپس انسان بر زيد حمل ميگردد و در نتيجه حيوان نيز بر زيد حمل ميشود.
[1] در بعضي نسخهها «حلّ الشّك» آمده است. به نظر ميرسد «حلّ» زايد باشد. [2] نگاه كنيد به: فصل دهم از مقاله اوّل كتاب حاضر.