إِنّي أعلمُ ذلك، فيعود و يقول: هل الّذي في يدي زوج أو فرد؟ و عددُ النّاس الّذين بمدينةِ كذا زوج أو فرد؟ فإن أجيب أنّا لا نعلمُ ذلك عاد فقال: فلستم تعرفون أَنَّ كلَّ اثنين عددٌ زوجٌ، فإِنَّ هذا الّذي في يدي اثنان و لم تعرفوا أَنَّه زوج!
و قد قيل في التّعليم: إنّ قوماً أجابوا عن هذا بجواب غيرِ مستقيم فقالوا: نحن إنّما نعرفُ أَنّ كلَّ اثنين عرفناه فهو زوج. و هذا الجواب فاسدٌ، فإنّا نعرفُ أَنّ كلَّ اثنين موجود عُرفَ أو لم يُعرفْ فهو زوجٌ.
بل الجوابُ عن هذا أَنّا لم نَقُلْ إِنّا نعرفُ كلَّ اثنين زوج، فإذا لم نعرفْ اثنين زوجاً انتقض قولُنا. و أيضاً لم نقل: إِنّا نعرف من كلّ شيء هو اثنان أَنّه اثنان فنعرف أَنّه زوج. بل قلنا أحدَ قولين: إمّا أَنَّ كلَّ اثنين عرفناه فإِنّا نعرفُ أَنَّه زوجٌ، أو كلَّ اثنين في نفسه ـ عرفناه أو لم نعرفه ـ فهو في نفسه زوجٌ. أمّا القسمُ الأوّلُ فلا ينتقض بالشبهة الّتي أوردتْ، و أمّا الوجهُ الثاني فهو معرفةٌ عاميّةٌ لا يناقضه الجهلُ الخاصّي: لأَنّا و إن لم نعلم أَنَّ الّذي في يدِ فلان زوجٌ أو ليس بزوج فعِلمُنا أَنَّ كلَّ اثنين فهو في نفسه زوجٌ، ثابتٌ معنا غيرُ باطل.
و أمّا ما جهلناه فإِنّه داخلٌ في علمنا بالقوّة لا بالفعل، فالجهلُ به لا يكونُ جهلا بالفعل بما عندنا، وإذا حصل عندنا أَنَّ الّذي في يده اثنان و تذكّرنا المعلومَ الّذي كان عندنا عرفنا في الحال أَنَّ الّذي في يده زوجٌ، فإذنْ مجهولُنا غيرُ معلومنا.
و ليس إذا لم نعرف أَنَّ شيئاً ما هو زوج أم لا ـ لأنّا لا نعرف أنّه اثنان أم لا ـ يُبطل ذلك أن نعلمَ أَنَّ كل ما هو اثنان فهو زوج، فنكونُ قد عَلِمنا أيضاً أَنَّ ذلك زوج من وجه. فبهذا يزول ذلك الشكُّ.
ترجمه
حال ممكن است سائلي از شخصي بپرسد كه آيا تو ميداني هر «دو» زوج است؟ روشن است كه آن شخص ميگويد: آري، اين را ميدانم. سائل دوباره ميپرسد. آيا آنچه كه در دست من است زوج است يا فرد؟ و آيا تعداد مردمي كه در فلان شهر زندگي ميكنند زوج است يا فرد؟
اگر آن شخص بگويد كه از اين امر اطلاعي ندارم، سائل ميگويد پس شما نميدانيد كه هر دو زوج است، چون اين كه در دست من است دوتاست و شما