responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقيه - ط.ق المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 2  صفحة : 69
لاحراز الموضوعات الخارجية مطلقا عدى انه اعتبر الشارع في بعض المقامات شهادة الأربعة أو رجلين أو غير ذلك من الخصوصيات ولم يوجد مورد اهملها رأسا بل قد عرفت ان الأقوى كفاية عدل واحد بل مطلق الثقة في غير مورد الخصومات وما يتعلق بالدعاوي كما فيما نحن فيه ونظائره لاستقرار سيرة العقلاء على التعويل على اخبار الثقات في الأمور الحسية مما يتعلق بمعاشهم ومعادهم وامضاء الشارع لذلك كما يشهد بذلك التدبر في الأخبار الدالة على حجية خبر الواحد وغيرها مما تقدمت الإشارة إليها ويؤيده في خصوص المورد ما عن الصدوق في العيون باسناده عن أحمد بن عبد الله القروي عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال ادن مني فدنوت منه حتى حاذيته ثم قال لي اشرف إلى البيت في الدار فأشرفت فقال ما ترى قلت ثوبا مطرحا فقال انظر حسنا فتأملته ونظرت فتيقنت فقلت رجل ساجدا إلى أن قال فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام اني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات الا على الحالة التي أخبرك بها انه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حيت تزول الشمس وقد وكل من يرصد له الزوال فلست أدري متى يقول له الغلام قد زالت الشمس إذ وثب فيبتدي الصلاة من غير أن يحدث وضوء فاعلم أنه لم ينم في سجوده ولا اغفاء ولا يزال إلى أن يفرغ من صلاة العصر ثم إذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فيصلي المغرب من غير أن يحدث حدثا ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة افطر على شواء يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام ان الفجر قد طلع إذ وثب هو لصلاة الفجر هذا دأبه منذ حول الحديث واحتمال عدم تمكن الإمام عليه السلام من معرفة الوقت بطريق علمي بواسطة الحبس فيخرج عن محل الكلام في غاية البعد وهل يعتبر في التعويل على قول الثقة افادته الظن الفعلي فيه وجهان أوجههما العدم نعم قد يقوى في النظر عدم جواز الاعتماد عليه لدى التمكن من استكشاف الحال بطريق علمي كما هو المفروض في المقام ما لم يحصل الظن بل الوثوق من خبره وان كان الأقوى خلافه ويلحق بخبر الثقة إذ انه إذا انحصر وجهه في الاعلام كما هو الغالب المتعارف فيجوز التعويل عليه حيثما جاز الاعتماد على خبره كما يدل عليه مضافا إلى ما عرفت اخبار مستفيضة منها صحيحة ذريح المحاربي قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام صل الجمعة باذان هؤلاء فإنهم أشد شئ مواظبة على الوقت ورواية محمد بن خالد القسري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أخاف ان نصلي يوم الجمعة قبل ان تزول الشمس قال إن ذلك على المؤذنين ورواية سعيد الأعرج المروية عن تفسير العياشي قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو مغضب وعنده أناس من أصحابنا وهو يقول تصلون قبل ان تزول الشمس وهم سكوت قال قلت أصلحك الله ما نصلي حتى يؤذن مؤذن مكة قال فلا باس اما انه إذا اذن فقد زالت الشمس ورواية الحميري المروية عن قرب الإسناد عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال سئلته عن رجل صلى الفجر في يوم غيم أو في بيت واذن المؤذن وقعد فأطال الجلوس حتى شك فلم يدر هل طلع الفجر أم لا فظن أن المؤذن لا يؤذن حتى يطلع الفجر قال قد اجزئه اذانهم وخبر عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال المؤذن مؤتمن والامام ضامن ومرسلة الصدوق قال قال الصادق عليه السلام في المؤذنين انهم الامناء ومرسلته الأخرى قال كان لرسول الله مؤذنان أحدهما بلال والاخر ابن أم مكتوم أعمى وكان يؤذن قبل الصبح وكان بلال يؤذن بعد الصبح فقال النبي صلى الله عليه وآله ان ابن أم مكتوم يؤذن بليل فإذا سمعتم اذانه فكلوا واشربوا حتى تسمعوا اذان بلال ومرسلته الثانية قال قال أبو جعفر عليه السلام في حديث المؤذن له من كل من يصلي بصوته حسنة وباسناده عن عبد الله بن علي عن بلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المؤذنون امناء المؤمنون على صلاتهم وصومهم ولحومهم ودمائهم لا يسئلون الله شيئا الا أعطاهم ولا يشفعون في شئ الا شفعوا وعن الشيخ المفيد في المقنعة قال روى عن الصادقين عليهم السلام انهم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله يغفر للمؤذن مد صوته وبصره ويصدقه كل رطب ويابس وله من كل من يصلي باذانه حسنة وقد استشهد صاحب الحدائق بهذه الاخبار لكفاية الظن بدخول الوقت نظرا إلى أن غاية ما يفيد اذان المؤذن هو الظن وان تفاوتت مراتبه شدة وضعفا باعتبار المؤذنين وما هم عليه من زيادة الوثاقة والضبط في معرفة الأوقات وعدمه وفيه انه ان أراد بذلك اثبات جواز الاعتماد على الظن الحاصل من الأذان مطلقا كما حكى القول به عن بعض فله وجه واما ان أراد به اثبات حجية مطلق الظن كما يعطيه ظاهر كلامه ففيه انه قياس مستنبط العلة مع وجود الفارق ضرورة بطلان مقايسة سائر الظنون على الظن الحاصل من خبر الواحد الذي هو على تقدير وثاقة مخيرة طريق عقلائي لاثبات متعلقة كظواهر الألفاظ كما تقدمت الإشارة إليه وحيث إن الأذان وضع في الشريعة للاعلام بدخول الوقت يكون صدوره من المؤذن اخبارا فعليا بالوقت فلا يلزم من جواز الاعتماد عليه جواز التعويل على مطلق الظن نعم يلزمه حجية اخبار المؤذن بدخول الوقت بل واخبار غير المؤذن أيضا إذا كان كالمؤذن من حيث الوثاقة فان من الواضح ان اعتبار الأذان انما هو من باب الطريقية وكاشفيته عن الوقت بلحاظ كونه اخبارا فعليا لاخباره صريحا بالقول أولى بالاعتبار ثم إن جملة من هذه الأخبار إشارة إلى ما ادعيناه من كون خبر الثقة وإذا انه الذي هو بمنزلة اخباره طريقا عقلائيا مضى لدى الشارع وان اعتباره شرعا انما هو بهذه الملاحظة لا من باب التعبد فان سياقها يأبى عن التعبد الا ترى إلى التعليل الواقع في صحيحة المحاربي الامرة بالاخذ باذان هؤلاء بأنهم أشد شئ مواظبة للوقت فإنه بمنزلة توثيقهم في الاخبار بالوقت وقد سيق تقريبا للحكم إلى الذهن فيستكشف من ذلك ان التعويل على غير الثقة كان مفروغا عنه لديهم

اسم الکتاب : مصباح الفقيه - ط.ق المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 2  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست