اسم الکتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام المؤلف : الموسوي القزويني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 472
غير أنّه يمكن
دفعه بظهور كون ذلك تقدير الماء يوجب العلم بتحقّق السبب ، بقرينة قوله عليهالسلام ـ عقيب تلك ـ : « فإن كان الطريق نظيفا لم تغسله » فإنّ
ذلك يوجب تقييد الحدّ المذكور بعدم نظافة الطريق ، أي عدم خلوّه عن النجاسة
العينيّة ، ولا ريب أنّ مضيّ هذا المقدار من الزمان مع عدم نظافة الطريق ممّا يورث
العلم العادي بتحقّق السبب ، سيّما إذا كثر فيه المستطرقون.
نعم ، هنا روايات اخر تعارض بظاهرها ـ بل
صراحة بعضها ـ الروايات المتقدّمة في مفادها.
منها : خبر عبد
الله بن الحجّاج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنّي أدخل سوق المسلمين ـ أعني هذا الخلق الذين يدّعون
الإسلام ـ فاشتري منهم الفراء للتجارة فأقول لصاحبها : أليس هي ذكيّة؟ فيقول : بلى
، فهل يصلح لي أن أبيعها على أنّها ذكيّة؟ فقال : لا ، ولكن لا بأس أن تبيعها
وتقول : قد شرط لي الّذي اشتريتها منه أنّها ذكيّة ، قلت : وما أفسد ذلك ، قال : «
استحلال أهل العراق الميتة ، وأنّ دباغ الجلد الميتة ذكاته ، ثمّ لم يرضوا أن
يكذبوا في ذلك إلّا على رسول الله صلىاللهعليهوآله » [١] وجه الدلالة : أنّه عليهالسلام علّل في المنع المذكور بقضيّة استحلال أهل العراق
الميتة ، وهي كما ترى قضيّة غالبيّة ، فلو لا الغلبة معتبرة في نظر الشارع لما
صلحت جهة للمنع.
ومنها : رواية
أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصلاة في الفراء؟ فقال : كان علي بن الحسين صلوات
الله عليهما رجلا صردا [٢] لا تدفئه فراء الحجاز ، لأنّ دباغها بالقرظ [٣] ، وكان يبعث
إلى العراق فيؤتى ممّا قبلهم بالفرو فيلبسه ، فإذا حضرت الصلاة ألقاه ، وألقى
القميص الّذي يليه ، فكان يسأل عن ذلك؟ فيقول : إنّ أهل العراق يستحلّون لباس
الجلود الميتة ويزعمون أنّ دباغه ذكاته » [٤].
ومنها : حسنة
الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يكره الصلاة في الفراء إلّا ما صنع
[١]الوسائل ٣ : ٥٠٣
ب ٦١ من أبواب النجاسات ح ٤ ـ الكافي ٣ : ٣٩٨ / ٥.
[٢] الصّرد بفتح
الصاد وكسر الراء المهملة من يجد البرد سريعا ، ومنه رجل مصراد لمن يشتدّ عليه
البرد (مجمع البحرين).
[٣] القرظ بالتحريك
ورق السّلم يدبّغ به الأديم (مجمع البحرين).
[٤]الوسائل ٤ : ٤٦٢
ب ٦١ من أبواب لباس المصلّي ح ٢ و ١ ـ الكافي ٣ : ٣٧٩ / ٢.
اسم الکتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام المؤلف : الموسوي القزويني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 472